اللحن وأقسامه
اللحن
اللحن لغةً: الميل عن الصواب، واصطلاحًا: الخطأ في تلاوة القرءان الكريم.
أقسام اللحن
ينقسم اللحن إلى ما يلي:
القسم الأول: اللحن الجلي
اللحن الجلي لغةً: الخطأ الواضح، واصطلاحًا: خطأ يعرض للفظ فيخل بالمعنى أو بالإعـراب.
- من أمثلة إخلاله بالمعنى ضم (تاء أنعمت) في قوله تعالى: ﴿صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ﴾ [الفاتحة: 7].
- من أمثلة إخلاله بالإعـراب كسر (طاء صراط) في قوله تعالى: ﴿صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ﴾ [الفاتحة: 7].
حكمه: حرام بالإجماع باستثناء: ما كان في مجلس علم، أو من في لسانه عـوج خَلقي أو عجمة، أو الكبير في السن الذي تخـشب لسانه.
سبب تسميته: سمي جليًا لأنه خطأ ظاهر يعرفه عامة الناس.
1. اللحن الجلي في الحروف:
ويكون اللحن الجلي في الحروف عند:
- ابدال حرف بحرف آخر: كإبدال الثاء سينًا في قوله تعالى: ﴿ثَيِّبَٰتٖ﴾ [التحريم: 5].
- إنقاص حرف: كانقاص حرف الياء المرسومة من قوله تعالى: ﴿وَٱخۡشَوۡنِي﴾ [البقرة: 150].
- اضافة حرف: كإضافة الياء المحذوفة في رسم المصحف لقوله تعالى: ﴿دَعَانِ﴾ [البقرة: 186].
2. اللحن الجلي في الحركات:
ويكون اللحن الجلي في الحركات عند:
- ابدال حركة بحركة: كإبدال الفتحة ضمةً في كلمة (أنعمت) من قوله تعالى: ﴿أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ﴾ [الفاتحة: 7].
- ابدال حركة بسكون: كإبدال الفتحة سكونًا في كلمة (بيتي) من قوله تعالى: ﴿أَن طَهِّرَا بَيۡتِيَ﴾ [البقرة: 125] لمن قرأ الياء بالفتح.
- ابدال سكون بحركة: كإبدال السكون فتحةً في كلمة (عهدي) من قوله تعالى: ﴿عَهۡدِي ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [البقرة: 124] لمن قرأ الياء بالسكون.
3. اللحن الجلي في الكلمات:
ويكون اللحن الجلي في الكلمات عند:
- ابدال كلمة بأخرى: كإبدال (الكريم) بـ (العظيم) في قوله تعالى: ﴿رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡكَرِيمِ﴾ [المؤمنون: 116].
- إنقاص كلمة: كانقاص (من) من قوله تعالى: ﴿تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ﴾ [البقرة: 25].
- اضافة كلمة: نحو اضافة (من) لقوله تعالى: ﴿تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ﴾ [التوبة: 100] لمن تقرأ عنده بدون (من) وهم القراء العشرة ما عدا ابن كثير.
القسم الثاني: اللحن الخفي
اللحن الخفي لغةً: الخطأ غير الواضح، واصطلاحًا: خطأ يعرض للفظ فيخل بكمال صفاته دون أن يخرجه عن حيزه.
سبب تسميته: سُميَ خفيًا لخفاؤه عن عامة الناس، وهو ينقسم إلى قسمين:
حكمه: حرام إذا أخرج الحرف عن حيزه أو كان على سبيل التلقي والمشافهة؛ أما إذا كان على سبيل التلاوة المعتادة فمعيبٌ في حق المتقن ولا إثـم على عامة المسلمين.1. بسيط الخفاء:
هو خطأ بسيط يعرفه عامة القراء مثل قصر المد اللازم أو ترك الغنة في الميم والنون المشددتين أو إدغام المظهر أو إظهار المدغم والمخفي أو عدم الإتيان بالقلقلة في حروفها وغيرها.
2. شديد الخفاء:
هو خطأ لا يعرفه إلا خاصة القراء ومهرتهم وهو عدم إحكام التلاوة في أدق صورها كزيادة مقدار المد أو الغنة عن حدها المطلوب أو إنقاصها أو المبالغة في التفخيم أو الترقيق وغيرها.
قال الخاقاني في رائيته:
فَأَوَّلُ عِلْـــــمِ الذِّكْــــرِ إِتْقــانُ حِفْظِــــهِ … وَمَعْرِفَـــةٌ بِاللَّحْـــنِ مِنْ فِيـــكَ إِذْ يَجْــرِي
فَكُــــنْ عَارِفاً بِاللَّحْـــنِ كَيْمَــا تُزِيلُــــه … فَمَا لِلذِي لا يَعْـــرِفُ الَّلحْـــنَ مِنْ عُـــــذْرِ
فَإِنْ أَنْــــتَ حَقَّقْتَ القِرَاءَةَ فَاحْــذَرِ الزِ … زْيَادَةَ فِيها وَاسْـــأَلِ الْعَــــوْنَ ذَا الْقَهْــــــرِ
زِنِ الْحَرْفَ لا تُخْرِجْهُ عَنْ حَـدِّ وَزْنِه … فَوَزْنُ حُـــرُوفِ الذِّكْـــرِ مِنْ أَفْضَـــلِ الْبِرِّ
اللحن الذي يبطل الصلاة
لا بد أن تتحقق كافة الشروط التالية في اللحن ليبطل الصلاة:
- أن يكون اللحن جلياً.
- أن يؤدي اللحن إلى تغيير المعنى.
- أن يكون اللحن في سورة الفاتحة.
من أبرز اللحون التي تبطل الصلاة ما يلي:
- إشباع كسرة هاء (لله) في: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ﴾ [الفاتحة: 1] بحيث يتولد عن اشباع الكسرة حرف مد مجانس للكسرة (الياء المدية) فتلفظ الحمد (للاهي) وذلك لأن اللاهي هو اسم من أسماء الشيطان الرجيم.
- إشباع كسرة كاف (مالك) في: ﴿مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ﴾ [الفاتحة: 4] بحيث يتولد عن اشباع الكسرة حرف مد مجانس للكسرة (الياء المدية) فتلفظ (مالكي) يوم الدين وذلك لأن (مالكي) هي جمع (مالك).
- تخفيف ياء (إيّاك) في: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5] فتصبح (إياك نعبد وإياك نستعين) بياء مخففة (غير مشددة) وذلك لأن كلمة (إياك) تعني قرص الشمس.
- إبدال حركة تاء (أنعمتَ) في: ﴿صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ﴾ [الفاتحة: 7] ضمة فتصبح (أنعمتُ) أو كسرة فتصبح (أنعمتِ) وذلك لأن تغيير الحركة يغير الفاعل.
- إبدال ضاد (الضالين) ظاءً في: ﴿وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾ [الفاتحة: 7] وذلك لأن الضالين هي من الضلال أم (الظالين) فهي من الظل إلا أن البعض قد تساهل في هذا ولم يعده لحناً يبطل الصلاة.
أقسام الناس في قراءتهم للقرءان
ينقسم الناس في قراءتهم للقرءان الكريم إلى الثلاثة أقسام التالية:
- مُحسن مأجور: وهو الذي تعلم علم التجويد فقرأ القرءان وأتقنه.
- مُسيء مأجور: وهو من عنده عوج لا يتمكن من نطق الحروف نطقًا صحيحًا إما خلقًة أو عجمًة ولا يجد من يعلمه القراءة، أو من يلحن لحنًا خفيًا ويسعى لإصلاحه، أو من هو غير مجيد للتلاوة لكنه يجاهد نفسه ليتعلم ويتقن التلاوة فيلتحق بحلقات تعليم تلاوة القرءان الكريم.
- مُسيء آثم: وهو من يلحن بالقراءة لحنًا جليًا وهو قادر على تصحيح قراءته ولا يسعى لإصلاحها.