رسم المصحف

أقسام الرسم

وينقسم الرسم إلى قسمين:

  1. الرسم القياسي: ما وافق فيه رسم الكلمة لفظها.
  2. الرسم الاصطلاحي: ما خالف فيه رسم الكلمة لفظها بزيادة أو حذف أو بدل أو وصل أو قطع.

الرسم العثماني

الرسم العثماني هو الطريقة التي ارتضاها عثمان بن عفان وأصحابه رضي الله عنهم في كتابة كلمات القرءان الكريم، ورسم حروفه في المصاحف التي أرسلها إلى الأمصار.

تنبيه: رسم المصحف مَبْنِيٌّ على الابتداء والوقف.

حكم تعلم الرسم العثماني

حكم تعلم الرسم العثماني هو فرض كفاية إذا قام به البعض سقط الإثم عن الجميع، وقد يتعيّن في حقّ من لا يتمّ هذا الواجب إلاّ به.

مذاهب العلماء في الرسم العثماني

اختلف العلماء على ثلاثة أقوال:

القول الأول: أن الرسم العثماني أمر توقيفي، وأنه يجب الالتزام به في كتابة المصاحف، ولا يجوز مخالفته لأنه الرسم الذي ارتضاه الصحابة وأجمعت عليه الأمة؛ ومن الأدلة على ذلك ما روي عن الإمام السخاوي بسنده: (أن مالكًا رحمه الله سئل: أرأيت مَن استكتب مصحفًا، أترى أن يكتب على ما استحدثه الناس من الهجاء اليوم؟ فقال: لا أرى ذلك، ولكن يكتب على الكَتْبة الأولى).

القول الثاني: أن الرسم العثماني ليس توقيفيًا، بل اجتهاديًا، وأنه لا يجب الالتزام به في كتابة المصاحف، وممن أيَّد هذا القولَ وانتصر له ابن خلدون والباقلاني؛ ودليل هؤلاء أنه لا مجال للتوقيف في مجال الإملاء الذي تحكمه قواعد، ونفى الباقلاني أن يكون هناك أي دليل يثبت التوقيف في الرسم، والتوقيف يحتاج إلى دليل.

القول الثالث: أن الرسم العثماني ليس توقيفيًا، وأنه يجوز كتابة المصاحف بالرسم الإملائي لعامة الناس، بينما تكون الكتابة لأهل العلم بالرسم العثماني، وممن جنح إلى هذا القول شيخ الإسلام العز بن عبد السلام والإمام الزركشي؛ قال الإمام العز بن عبد السلام: (لا تجوز كتابة المصحف الآن على الرسوم الأولى باصطلاح الأئمة، لئلا يوقع في تغيير من الجهال، ولكن لا ينبغي إجراء هذا على إطلاقه لئلا يؤدي إلى دروس العلم، وشيء أحكمته القدماء لا يترك مراعاته لجهل الجاهلين).

القول الراجح: القول الأول وهو الذي ذهب إليه جمهور العلماء.

فوائد الرسم العثماني

من فوائد الرسم العثماني ما يلي:

1. الدلالة على أصل الحركة

زيدت الياء في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ جَآءَكَ مِن نَّبَإِيْ ٱلۡمُرۡسَلِينَ﴾ [الأنعام: 34] للدلالة على الكسرة، وزيدت الواو في قوله تعالى: ﴿سَأُوْرِيكُمۡ دَارَ ٱلۡفَٰسِقِينَ﴾ [الأعراف: 145] للدلالة على الضمة حيث أن المصاحف رسمت خالية من الهمز والتنقيط والحركات.

2. الدلالة على أصل الحرف

كتابة (الصلاة) بالواو بدلاً من الألف في: ﴿ٱلصَّلَوٰةَ﴾ [البقرة: 3] للدلالة على أن أصل الحرف هو الواو في كلمة: (الصلوة)، وكتابة الألف ياء لدلالة على أنها من ذوات الياء فيميلها من مذهبه الإمالة نحو: ﴿وَٱلضُّحَىٰ﴾ [الضحى: 1].

3. مراعاة القراءات المتنوعة في الرسم

كلمة ﴿عِبَٰدُ﴾ في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلُواْ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمۡ عِبَٰدُ ٱلرَّحۡمَٰنِ إِنَٰثًاۚ﴾ [الزخرف: 19] قرأت (عباد) و (عند) والرسم يحتمل القراءتين.

4. الإشارة إلى قراءة أخرى

كلمة بينة وردت في تسعة عشر موضعاً، رسمت كلها بالتاء المربوطة ورسمت في موضع واحد بالتاء المفتوحة وهو: ﴿أَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ كِتَٰبٗا فَهُمۡ عَلَىٰ بَيِّنَتٖ مِّنۡهُۚ} [فاطر: 40] إشارة إلى قراءة أخرى، فمن القراء من يقرأها في هذا الموضع بالجمع ومنهم من يقرأها بالإفراد فرسمت بالتاء المفتوحة لتحتمل القراءاتين.

5. الدلالة على معنى خفي دقيق

من فوائد الرسم العثماني الدلالة على بعض المعاني الدقيقة نحو:

  • حذف الواو بعد الفعل في كلمة ﴿وَيَدْعُ﴾ من قوله تعالى: ﴿وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ﴾ [الإسراء: 11] للتنبيه على سرعة وقوع الفعل، وسهولته على الفاعل، وحذفها في كلمة {وَيَمۡحُ} من قوله تعالى: {وَيَمۡحُ ٱللَّهُ ٱلۡبَٰطِلَ} [الشورى: 24] للدلالة على سرعة ذهاب الباطل.
  • زيادة الألف بعد الفعل في كلمة ﴿وَيَعۡفُواْ﴾ من قوله تعالى: ﴿وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖۚ﴾ للإشارة إلى كثرة عفو الله واستمراره فزيادة المبنى زيادة للمعنى.
  • كتابة (أيد) بيائين في قوله تعالى: ﴿وَٱلسَّمَآءَ بَنَيۡنَٰهَا بِأَيۡيْدٖ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ [الذاريات: 47] هو للإشارة إلى عظمة الله.
  • كتابة الهمزة على واو وزيادة ألف بعدها في كلمة ﴿تَفۡتَؤُاْ﴾ من قوله تعالى: ﴿قَالُواْ تَٱللَّهِ تَفۡتَؤُاْ تَذۡكُرُ يُوسُفَ﴾ [يوسف: 85] هو للدلالة على كثرة ذكر يعقوب ليوسف عليهما السلام.
  • زيادة الألف في كلمة ﴿وَجِاْيٓءَ﴾ من قوله تعالى: ﴿وَجِاْيٓءَ يَوۡمَئِذِۢ بِجَهَنَّمَۚ﴾ [الفجر: 23] للتفخيم والتهويل والوعيد.
  • حذف الألف بعد واو الجماعة في كلمة ﴿وَجَآءُو﴾ من قوله تعالى: ﴿وَجَآءُو بِسِحۡرٍ عَظِيمٖ﴾ [الأعراف: 116] للإشارة إلى أن المجيء يغلب عليه الكذب والخداع.

6. إفادة بعض المعاني المختلفة بطريقة لا خفاء فيها

قطع (أم) عن (من) في قوله تعالى: ﴿أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا﴾ [النساء: 109] هو للدلالة على أنها المنقطعة بمعنى بل، ووصل (أم) في (من) في قوله تعالى: ﴿أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الملك: 22] للدلالة على أنها المتصلة.

7. الدلالة على بعض اللغات الفصيحة

كتابة كلمة (رحمة) في بعض المواضع بالتاء المفتوحة نحو: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ يَرۡجُونَ رَحۡمَتَ ٱللَّهِۚ﴾ [البقرة: 218] هو للدلالة على لغة طيء، وحذف ياء المضارع بدون جازم في كلمة (يأتي) من قوله تعالى: ﴿يَوۡمَ يَأۡتِ لَا تَكَلَّمُ نَفۡسٌ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ فَمِنۡهُمۡ شَقِيّٞ وَسَعِيدٞ﴾ [هود: 105] للدلالة على لغة هزيل.

8. حمل الناس على أن يتلقوا القرءان الكريم من صدور الثقات

الرسم العثماني خالف الرسم القياسي في بعض الكلمات، فعلى سبيل المثال ورد في مطلع 29 سورة من القرءان الكريم حروف مقطعة مكونة من 14 حرفاً مجموعة في: (طرق سمعك النصيحة)؛ ثلاثة سور منها افتتحت بحرفٍ واحد: (ص، ق، ن)، وتسعة افتتحت بحرفين: (طه، يس، حم، طس)، وثلاثة عشر افتتحت بثلاثة أحرف نحو: (الم، الر، طسم)، واثنان افتتحت بأربعة أحرف: (المص، المر)، واثنان افتتحت بخمسة أحرف: (كهيعص، حم عسق).

وهذه الحروف تقرأ بأسمائها لا بلفظها، فخمسة من هذه الحروف المجموعة في: (حي طهر) تلفظ حرفين هكذا: (حا، يا، طا، ها، را)، والثمانية المتبقية المجموعة في: (نقص عسلكم) تلفظ ثلاثة حروف هكذا: (نون، قاف، صاد، عين، سين، لام، كاف، ميم). فلو تُرك الأمر للرسم القياسي لما اندفع الناس على أن يتلقوا القرءان الكريم من صدور الثقات ولَقُرِأَت ﴿الٓمٓ﴾ [البقرة: 1] (ألم) وليس (ألف لام ميم).

قواعد الرسم العثماني

الأصل في الكلمة أن تكتب كما تنطق بدون زيادة أو نقص أو إبدال، وهو ما يعرف بالرسم القياسي، وهو ما عليه أكثر كلمات القرءان الكريم، إلا أن رسم بعض الكلمات القرءانية خرج عن الأصل وقد حصر العلماء هذا الاختلاف في القواعد الستة التالية:

  1. قاعدة الحذف.
  2. قاعدة الزيادة.
  3. قاعدة الابدال.
  4. قاعدة الهمز.
  5. قاعدة الوصل والفصل.
  6. قاعدة ما فيه قراءتان.

قاعدة الحذف

وهي ما حذف في الخط ولكنه يلفظ، وينقسم إلى:

  1. حذف إشارة ليوافق بعض القراءات نحو: ﴿وَإِذۡ وَٰعَدۡنَا مُوسَىٰٓ﴾ [البقرة: 51] فكتابة (وَٰعَدۡنَا) بهذا الرسم يحتمل قراءة (واعدنا) لمن قرأ بها وقراءة (وعدنا) لمن قرأ بها.
  2. حذف اختصار تحذف الألف من وسط بعض الكلمات اختصاراً نحو: ﴿سَمَّٰعُونَ لِلۡكَذِبِ﴾ [المائدة: 41] وبعض الجموع نحو: ﴿إِنَّ ٱلۡمُسۡلِمِينَ وَٱلۡمُسۡلِمَٰتِ وَٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ وَٱلۡقَٰنِتِينَ وَٱلۡقَٰنِتَٰتِ وَٱلصَّٰدِقِينَ وَٱلصَّٰدِقَٰتِ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَٱلصَّٰبِرَٰتِ وَٱلۡخَٰشِعِينَ وَٱلۡخَٰشِعَٰتِ وَٱلۡمُتَصَدِّقِينَ وَٱلۡمُتَصَدِّقَٰتِ وَٱلصَّٰٓئِمِينَ وَٱلصَّٰٓئِمَٰتِ وَٱلۡحَٰفِظِينَ فُرُوجَهُمۡ وَٱلۡحَٰفِظَٰتِ وَٱلذَّٰكِرِينَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَٱلذَّٰكِرَٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمٗا﴾ [الأحزاب: 35].
  3. حذف اقتصار ما اختص ببعض الكلمات دون نظائرها نحو حذف الياء المتطرفة والاقتصار بالكسرة في: ﴿فَٱرۡهَبُونِ﴾ [البقرة: 40]، ﴿فَٱتَّقُونِ﴾ [البقرة: 41]، ﴿وَأَطِيعُونِ﴾ [آل عمران: 50].

تنبيه: يدخل الحذف على حروف المد الثلاثة، واللام، والنون، وهمزة الوصل، وبعض الحالات الخاصة كما يلي:

1. حذف الألف:

  • حذف الألف لاختلاف القراءات نحو: ﴿مَٰلِكِ﴾ [الفاتحة: 4]، ﴿يُخَٰدِعُونَ﴾ [البقرة: 9]، ﴿وَوَٰعَدۡنَا﴾ [الأعراف: 142].
  • حذف ألف التي في وسط الاسم الأعجمي العلم الزائد على ثلاثة أحرف نحو: ﴿إِبۡرَٰهِيمَ﴾ [آل عمران: 33]، ﴿وَإِسۡمَٰعِيلَ﴾ [البقرة: 125]، ﴿وَإِسۡحَٰقَ﴾ [البقرة: 133].
  • حذف ألف ياء النداء نحو: ﴿يَٰٓأَيُّهَا﴾ [البقرة: 21]، ﴿يَٰٓإِبۡرَٰهِيمُ﴾ [هود: 76]، ﴿يَٰمُوسَىٰ﴾ [البقرة: 55].
  • حذف ألف (ها) التنبيه نحو: ﴿هَٰٓأَنتُمۡ﴾ [آل عمران: 66]، ﴿هَٰٓؤُلَآءِ﴾ [آل عمران: 66].
  • حذف الألف الأولى باتفاق في جمع المؤنث ذي الألفين والثانية بخلاف نحو: ﴿ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾ [البقرة: 25]، ﴿وَٱلذَّٰكِرَٰتِ﴾ [الأحزاب: 35].
  • حذف الألف إذا اجتمعت ألفان في الخط سواءً في أول الكلمة نحو: ﴿ءَادَمَ﴾ [البقرة: 31] أو وسطها نحو: ﴿جَآءَنَا﴾ [المائدة: 19] أو آخرها نحو: ﴿مَآءٗ﴾ [البقرة: 22].
  • حذف ألف (نا) الفاعلين إذا كانت في وسط الكلمة نحو: ﴿وَعَلَّمۡنَٰهُ﴾ [الكهف: 65].
  • حذف ألف لام التعريف المسبوقة بلام تأكيد أو جر نحو: ﴿لِلذَّٰكِرِينَ﴾ [هود: 114].
  • حذف ألف المثنى إذا كانت في وسط الكلمة نحو: ﴿يَأۡتِيَٰنِهَا﴾ [النساء: 16]، ﴿لَسَٰحِرَٰنِ﴾ [طه: 63].
  • حذف ألف التي بين اللامين نحو: ﴿ٱلۡكَلَٰلَةِۚ﴾ [النساء: 176].
  • حذف ألف جمع التصحيح لمذكر نحو: ﴿سَمَّٰعُونَ﴾ [المائدة: 41] أو مؤنث نحو: ﴿ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ﴾ [النساء: 25].
  • حذف ألف أسماء الأعداد نحو: ﴿ثَلَٰثَةِ﴾ [البقرة: 196]، ﴿ثَمَٰنِيَةَ﴾ [الأنعام: 143].
  • حذف ألف كلمة أيها في: ﴿أَيُّهَ﴾ [النور: 31]، [الرحمن: 31]، ﴿يَٰٓأَيُّهَ﴾ [الزخرف: 49].
  • حذف ألف كلمة: ﴿مُلَٰقٍ﴾ وما أضيف إليها نحو: ﴿مُّلَٰقُواْ﴾، ﴿يُلَٰقُواْ﴾، ﴿مُّلَٰقُوهُ﴾، ﴿مُلَٰقِيكُمۡۖ﴾.
  • حذف ألف بعض الأفعال أينما وردت: ﴿جَآءُو﴾، ﴿وَبَآءُو﴾، ﴿فَآءُو﴾،
  • حذف ألف بعض الأفعال في مواضع محددة: ﴿وَعَتَوۡ﴾ [الفرقان: 21]، ﴿سَعَوۡ﴾ [سباء: 5]، ﴿يَعۡفُوَ﴾ [النساء: 99].
  • حذف ألف بعض الكلمات أينما وردت: ﴿ٱللَّهِ﴾، ﴿ٱلرَّحۡمَٰنِ﴾، ﴿إِلَٰهٞ﴾، ﴿سُبۡحَٰنَ﴾، ﴿أُوْلَٰٓئِكَ﴾، ﴿لَٰكِنِ﴾، ﴿وَٱلَّٰٓـِٔي﴾، ﴿ٱلَّٰتِيٓ﴾، ﴿ذَٰلِكَ﴾، ﴿ٱلسَّلَٰمَ﴾، ﴿مَسَٰجِدَ﴾، ﴿ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ﴾، ﴿تَبَٰرَكَ﴾، ﴿مَسَٰكِينَ﴾، ﴿ٱلۡخَٰلِقُ﴾، ﴿عَٰلِمُ﴾، ﴿بَلَٰغٞ﴾، ﴿سَلَٰسِلَاْ﴾، ﴿سُلۡطَٰن﴾، ﴿ٱلشَّيۡطَٰنُ﴾، ﴿ٱللَّٰعِنُونَ﴾، ﴿ٱللَّٰتَ﴾، ﴿أَصۡحَٰبُ﴾، ﴿ٱلۡقِيَٰمَةِ﴾، ﴿خَلَٰٓئِفَ﴾، ﴿ٱلۡأَنۡهَٰرُ﴾، ﴿وَٱلۡيَتَٰمَىٰ﴾، ﴿وَٱلنَّصَٰرَىٰ﴾، ﴿وَتَعَٰلَىٰ﴾، ﴿بَٰرَكۡنَا﴾، ﴿مُّبَٰرَكَة﴾.

2. حذف الواو:

  • حذف الواو إذا جاورت مثلها لكراهة توالي الأمثال نحو: ﴿فَأۡوُۥٓاْ﴾ [الكهف: 16]، ﴿دَاوُۥدُ﴾ [البقرة: 251]، ﴿وُۥرِيَ﴾ [الأعراف: 20]، ﴿يَسۡتَوُۥنَ﴾ [التوبة: 19].
  • حذف واو كلمة (أكون) لكونها مجزومة بـ (لم) أو واقعة في جواب الشرط في: ﴿أَكُن﴾ [النساء: 72]، [هود: 47]، [الحجر: 33]، [مريم: 4]، ﴿وَأَكُن﴾ [يوسف: 33]، [المنافقون: 10].
  • حذف الواو والاقتصار على الضمة في: ﴿يَدۡعُ﴾ [المؤمنون: 117]، ﴿وَيَدۡعُ﴾ [الإسراء: 11]، ﴿سَنَدۡعُ﴾ [العلق: 18]، ﴿وَيَمۡحُ﴾ [الشورى: 24]، ﴿وَصَٰلِحُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [التحريم: 4].

3. حذف الياء:

  • حذف الياء الأصلية نحو: ﴿يَأۡتِ﴾ [البقرة: 148]، ﴿ٱلدَّاعِ﴾ [البقرة: 186]، ﴿بِٱلۡوَادِ﴾ [طه: 12].
  • حذف ياء المتكلم الزائدة نحو: ﴿دَعَانِۖ﴾ [البقرة: 186]، ﴿فَٱتَّقُونِ﴾ [البقرة: 41]، ﴿وَأَطِيعُونِ﴾ [آل عمران: 50].
  • حذف ياء المنقوص المنون رفعاً وجراً نحو: ﴿بَاغٖ﴾ [البقرة: 173]، ﴿عَادٖ﴾ [البقرة: 173].
  • حذف الياء إذا اجتمعت صورتين لكراة توالي الأمثال نحو: ﴿ٱلۡحَوَارِيِّ‍ۧنَ﴾ [المائدة: 111]، ﴿ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ﴾ [البقرة: 61]، ﴿رَبَّٰنِيِّ‍ۧنَ﴾ [آل عمران: 79].
  • حذف الياء في وسط الكلمة نحو: ﴿إِبۡرَٰهِ‍ۧمَ﴾ في جميع المواضع من سورة البقرة، ﴿إِۦلَٰفِهِمۡ﴾ [قريش: 2].
  • حذف ياء المنادى المضاف إلى ياء المتكلم نحو: ﴿يَٰعِبَادِ ٱلَّذِينَ﴾ [الزمر: 10] إلا ما استثني.
  • حذف الياء التي هي لام الكلمة في: ﴿يَسۡرِ﴾ [الفجر: 4].
  • حذف الياء والاكتفاءً بالكسرة في المواضع التي لا يوقف عليها بنية الوصل نحو: ﴿ٱلۡجَوَارِ﴾ [الرحمن: 24].

4. حذف اللام:

  • حذف اللام إذا كانت لام التعريف التي لا يصح تجريدها من الاسم نحو: ﴿ٱلَّتِي﴾ [البقرة: 24]، ﴿الَّذِي﴾ [البقرة: 17]، ﴿وَالْيَسَعَ﴾ [الأنعام: 86].
  • حذف اللام إذا كانت لام التعريف التي يصح تجريدها من الاسم وكانت مدغمة في مثلها نحو: ﴿ٱلَّيۡلِ﴾ [البقرة: 164].

5. حذف النون:

  • حذف النون من كلمة ﴿تَأۡمَ۬نَّا﴾ [يوسف: 11].
  • حذف النون الثانية من كلمة (ننجي) في قوله تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ نُ‍ۨجِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [الأنبياء: 88] إشارة إلى قراءة أخرى.
  • حذف النون المتطرفة بلاغةً من كلمة: ﴿يَكُ﴾، ﴿تَكُ﴾ في مواضع كثيرة.

6. حذف همزة الوصل:

  • حذف همزة الوصل إذا وقعت بين لامين (لام الجر أو الابتداء) و (لام التعريف) نحو: ﴿وَلَلدَّارُ﴾ [الأنعام: 32]، ﴿لِلۡكُتُبِۚ﴾ [الأنبياء: 104].
  • حذف همزة الوصل إذا دخلت على همزة قطع ساكنة وسبقها واو أو فاء نحو: ﴿فَأۡذَنُواْ﴾ [البقرة: 279].
  • حذف همزة الوصل إذا دخل عليها همزة استفهام نحو: ﴿أَسۡتَكۡبَرۡتَ﴾ [ص: 75].
  • حذف همزة الوصل في كل فعل أمر مسبوق بواو نحو: ﴿وَسۡ‍َٔلُواْ﴾ [الممتحنة: 10] أو فاء نحو: ﴿فَسۡ‍َٔلۡهُ﴾ [يوسف: 50]، فإذا لم تسبق بواو أو فاء تحذف اتفاقاً نحو: ﴿سَلۡهُمۡ﴾ [القلم: 41].
  • حذف همزة الوصل في كلمة (اسم) من قوله تعالى: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ﴾ أينما وردت.

7. حذف التاء:

  • حذف التاء من كلمة ﴿تَسۡطِع﴾ [الكهف: 82].
  • حذف التاء من كلمة (ٱسۡتَطَٰعُواْ) في: ﴿ٱسۡطَٰعُوٓاْ﴾ [الكهف: 97].

8. حذف أحرف فواتح السور:

نحو: ﴿الٓمٓ﴾ [البقرة: 1] فهي تقرأ (ألف لام ميم).

قاعدة الزيادة

الحرف الزائد هو  الحرف الذي زيد في الخط ولكنه لا يلفظ؛ علامته في المصحف الصفر المستدير، وتكون الزيادة في الألف والياء والواو على النحو التالي:

1. زيادة الألف:

  • زيادة الألف بعد الواو الأصلية في الفعل المضارع المعتل الآخر بالواو نحو: ﴿يَرۡبُواْ﴾ [الروم: 39]، ﴿يَدۡعُوٓاْ﴾ [البقرة: 221]، ﴿يَرۡجُواْ﴾ [الكهف: 110]، ﴿أَشۡكُواْ﴾ [يوسف: 86]، ﴿أَتۡلُوَاْ﴾ [النمل: 92].
  • زيادة الألف بعد الهمزة المرسومة بصورة واو نحو: ﴿يَعۡبَؤُاْ﴾ [الفرقان: 77]، ﴿تَفۡتَؤُاْ﴾ [يوسف: 85]، ﴿عُلَمَٰٓؤُاْ﴾ [الشعراء: 197].
  • زيادة الألف بعد واو الجمع في الاسم والفعل نحو: ﴿كَفَرُواْ﴾ [البقرة: 6]، ﴿قَالُوٓاْ﴾ [البقرة: 11]، ﴿وَعَمِلُواْ﴾ [البقرة: 25]، ﴿صَالُواْ﴾ [ص: 59]، ﴿مُّلَٰقُواْ﴾ [البقرة: 46]، باستثناء: ﴿فَآءُو﴾ [البقرة: 226]، ﴿سَعَوۡ﴾ [سباء: 5]، ﴿وَعَتَوۡ﴾ [الفرقان: 21]، ﴿تَبَوَّءُو﴾ [الحشر: 9]، ﴿وَبَآءُو﴾ [البقرة: 61]، [آل عمران: 112]، ﴿فَبَآءُو﴾ [البقرة: 90]، ﴿جَآءُو﴾ أينما وردت.
  • زيادة الألف بعد واو المفرد نحو: ﴿ٱدۡعُواْ﴾ [سبأ: 22]،﴿وَيَعۡفُواْ﴾ [الشورى: 25]، أَشۡكُواْ﴾ [يوسف: 86].
  • زيادة الألف بعد الواو المتطرفة إذا كانت مبدلة نحو: ﴿ٱلرِّبَوٰاْ﴾ [البقرة: 275].
  • زيادة الألف بعد ميم (مئة) حيث جاءت نحو: ﴿مِاْئَةَ﴾ [البقرة: 259] للتفريق بين (مئة) و (منه) حيث أن المصاحف رسمت بلا همز ولا تنقيط.
  • زيادة الألف بعد الياء في قوله تعالى: ﴿يَاْيۡ‍َٔسِ﴾ [يوسف: 87]، [الرعد: 31]، ﴿تَاْيۡ‍َٔسُواْ﴾ [يوسف: 87].
  • زيادة الألف في بعض المواضع: ﴿وَجِاْيٓءَ﴾ [الزمر: 69]، [الفجر: 23]،  ﴿لَأَاْذۡبَحَنَّهُۥٓ﴾ [النمل: 21]، ﴿ٱلظُّنُونَا۠﴾ [الأحزاب: 10]، ﴿ٱلرَّسُولَا۠﴾ [النمل: 21]، ﴿ٱلسَّبِيلَا۠﴾ [الأحزاب: 67]، ﴿لِشَاْيۡءٍ﴾ [الكهف: 23].

2. زيادة الياء:

  • زيادة الياء بعد الهمزة المكسورة نحو: ﴿أَفَإِيْن﴾ [آل عمران: 144]، [الأنبياء: 34]، {نَّبَإِيْ} [الأنعام: 34]، {وَمَلَإِيْهِۦ} [الأعراف: 103]، [يونس: 75]، [هود: 97]، [المؤمنون: 46]، [القصص: 32]، [الزخرف: 46] إشارة إلى الهمزة المكسورة.
  • زيادة الياء في مواضع محددة: ﴿بِأَيۡيْدٖ﴾ [الذاريات: 47]، ﴿تِلۡقَآيِٕ﴾ [يونس: 15]، ﴿وَإِيتَآيِٕ﴾ [النحل: 90]، ﴿ءَانَآيِٕ﴾ [طه: 130]، ﴿وَرَآيِٕ﴾ [الشورى: 51]، ﴿بِأَييِّكُمُ﴾ [القلم: 6].

3. زيادة الواو:

  • زيادة الواو بعد الهمزة المضمومة نحو: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ﴾ [البقرة: 5]، ﴿أُوْلُواْ﴾ [البقرة: 269]، ﴿وَأُوْلِي﴾ [النساء: 59]، ﴿وَأُوْلَٰتُ﴾ [الطلاق: 4]، ﴿سَأُوْرِيكُمۡ﴾ [الأنبياء: 37] إشارة إلى الهمزة المضمومة.

قاعدة الابدال

الإبدال هو إبدال حرف بآخر في الكلمة في الرسم دون اللفظ، وينقسم الإبدال إلى ما يلي:

1. إبدال الألف واواً:

  • إبدال الألف واواً للدلالة على أصل الكلمة نحو: ﴿ٱلصَّلَوٰةَ﴾، ﴿ٱلزَّكَوٰةَ﴾، ﴿ٱلۡحَيَوٰةِ﴾، ﴿ٱلرِّبَوٰاْ﴾ أينما وردت على ألا يكنَّ مضافات.
  • إبدال الألف واواً في بعض الكلمات: ﴿بِٱلۡغَدَوٰةِ﴾ [الأنعام: 52]، [الكهف: 28]، ﴿كَمِشۡكَوٰةٖ﴾ [النور: 35]، ﴿ٱلنَّجَوٰةِ﴾ [غافر: 41]، ﴿وَمَنَوٰةَ﴾ [النجم: 20].

2. إبدال الألف ياءً:

  • إبدال الألف ياءً للدلالة على أصل الحرف في: ﴿يَٰوَيۡلَتَىٰٓ﴾ [المائدة: 31]، ﴿يَٰحَسۡرَتَىٰ﴾ [الزمر: 56]، ﴿يَٰٓأَسَفَىٰ﴾ [يوسف: 84]، ﴿يَتَوَفَّىٰكُم﴾ [الأنعام: 60]، [يونس: 104]، [النحل: 70]، [السجدة: 11]، ﴿يَتَوَفَّىٰهُنَّ﴾ [النساء: 15]، ﴿لَدَى﴾ [يوسف: 25]، [غافر: 18].
  • إبدال الألف ياءً إذا كانت الألف متطرفة منقلبة عن ياء نحو: ﴿بِٱلۡهُدَىٰ﴾ [البقرة: 16]، ﴿خَطَٰيَٰكُمۡۚ﴾ [البقرة: 58].
  • إبدال الألف ياءً إذا كانت الألف منقلبة عن واو في الأفعال والأسماء الثلاثية في الكلمات التالية: ﴿وَٱلضُّحَىٰ﴾ [الضحى: 1]، ﴿سَجَىٰ﴾ [الضحى:2]، ﴿زَكَىٰ﴾ [النور: 21]، ﴿دَحَٰهَآ﴾ [النازعات: 30]، ﴿تَلَـٰهَا﴾ [الشمس: 2]، ﴿طَحَٰهَا﴾ [الشمس: 6].
  • إبدال الألف ياءً في قوله تعالى: ﴿وَسُقۡيَٰهَا} [الشمس: 13].
  • إبدال الألف ياءً في كلمات محددة أينما وردت نحو: ﴿أَنَّىٰ﴾ [البقرة: 223]، ﴿مَتَىٰ﴾ [البقرة: 214]، ﴿بَلَىٰۚ﴾ [البقرة: 81]، ﴿حَتَّىٰ﴾ [البقرة: 55]، ﴿إِلَىٰ﴾ [البقرة: 14]، ﴿عَلَىٰ﴾ [البقرة: 5]، ﴿وَعَسَىٰٓ﴾ [البقرة: 216]، ﴿وَيَحۡيَىٰ﴾ [الأنفال: 42].

3. إبدال النون ألفاً:

  • إبدال نون التوكيد الخفيفة ألفاً في قوله تعالى: ﴿وَلَيَكُونٗا﴾ [يوسف: 32]، ﴿لَنَسۡفَعَۢا﴾ [العلق: 15].
  • إبدال نون (إذاً) نحو: ﴿فَإِذٗا﴾ أينما وردت.

4. إبدال تاء التأنيث المربوطة تاءً مفتوحة:

  • إبدال تاء التأنيث المربوطة تاءً مفتوحة نحو: ﴿رَحۡمَتَ﴾ [البقرة: 218] بخلاف الأصل، ولقد بلغ عدد الكلمات المرسومة بالتاء المفتوحة بدلًا من التاء المربوطة في القرءان الكريم عشرون كلمة سيتم شرحها بالتفصيل في باب تاء وهاء التأنيث.

قاعدة الهمز

1. الهمزة الساكنة:

  • وسط الكلمة: تكتب الهمزة على حرف من جنس حركة ما قبلها نحو: ﴿ٱلۡبَأۡسِۗ﴾ [البقرة: 177]، ﴿ٱؤۡتُمِنَ﴾ [البقرة: 238]، ﴿ٱئۡذَن﴾ [التوبة: 49].
  • طرف الكلمة: تبعاً للحرف الذي قبلها نحو: ﴿نَبِّئۡ﴾ [الحجر: 49].

2. الهمزة المتحركة:

أول الكلمة: 

ترسم على ألف مطلقاً نحو: ﴿أَلِيمُۢ﴾ [البقرة: 10]، ﴿أُوْلُواْ﴾ [البقرة: 269]، ﴿إِذٗا﴾ [البقرة: 145].

وسط الكلمة:

  • ترسم على ألف: إذا كانت الهمزة مفتوحة وقبلها فتح نحو: ﴿سَأَلۡتُمۡۗ﴾ [البقرة: 61].
  • ترسم على واو: إذا كانت الهمزة مفتوحة وقبلها ضم نحو: ﴿مُّؤَجَّلٗ﴾ [آل عمران: 145].
  • ترسم على ياء: إذا كانت الهمزة مكسورة نحو: ﴿يَئِسَ﴾ [المائدة: 3]، وإذا كانت الهمزة مفتوحها وقبلها كسر نحو: ﴿فِئَةٖ﴾ [البقرة: 249]، وإذا كانت الهمزة مضمومة وقبلها كسر نحو: ﴿سَنُقۡرِئُكَ﴾ [الأعلى: 6].

 

طرف الكلمة:

  • قبلها ساكن: لا ترسم لها صورة نحو: ﴿ٱلۡخَبۡءَ﴾ [النمل: 25]، ﴿مِّلۡءُ﴾ [آل عمران: 91]، ﴿شَيۡء﴾ [البقرة: 20].
  • قبلها متحرك: تكتب الهمزة على حرف من جنس حركة ما قبلها نحو: ﴿سَبَإِۢ﴾ [النمل: 22]، ﴿لُؤۡلُؤٞ﴾ [الطور: 24]، ﴿شَٰطِيِٕ} [القصص: 30] إلا ما استثني.

تنبيه:

ترسم الهمزة على واو في كلمات قراءنية كثيرة ويضاف إليها حرف الألف إذا كانت الكلمة على وجه الرفع نحو: ﴿يَتَفَيَّؤُاْ﴾ [النحل: 48]، ﴿أَبۡنَٰٓؤُاْ﴾ [المائدة: 18]، ﴿جَزَٰٓؤُاْ﴾ [المائدة: 29]، ﴿أَنۢبَٰٓؤُاْ﴾ [الأنعام: 5]، ﴿شُرَكَٰٓؤُاْۚ﴾ [الأنعام: 94]، ﴿يَبۡدَؤُاْ﴾ [يونس: 4].

 

لا ترسم الهمزة على ألف أو واو أو ياء:

  • إذا جاءت متوسطة وسبقت بساكن غير الألف نحو: ﴿شَيۡ‍ًٔا﴾ [يونس: 36]، ﴿جُزۡءٗا﴾ [البقرة: 260].
  • إذا وقع قبل الهمزة أو بعدها ألف نحو: ﴿ءَامَنَ﴾ [البقرة: 13] لئلا يجتمع ألفان.
  • إذا وقع قبل الهمزة أو بعدها ياء نحو: ﴿مُّتَّكِ‍ِٔينَ﴾ [الكهف: 31] فلا تكتب على ياء لئلا يجتمع ياءان.
  • إذا وقع قبل الهمزة أو بعدها واو نحو: ﴿يَ‍ُٔودُهُۥ} [البقرة: 255] فلا تكتب على واو لئلا يجتمع واوان.

قاعدة الوصل والفصل

الأصل في الكلمة أن تكتب مفصولة عن الكلمة التي تليها، لكنها جاءت موصولة بالكلمة التي تليها في مواضع مخصوصة نحـو: وصـل (بئـس) بـ (مـا) في: ﴿بِئۡسَمَا﴾ [البقرة: 90]، وسيتم شرحها والأحكام المترتبة عليها بالتفصيل في باب المقطوع والموصول.

قاعدة ما فيه قراءتان

  • رُسم المصحف بطريقة خاصة ليحتمل رسمه أكبر قدر ممكن من أوجه الخلاف نحو رسم التاء المربوطة في كلمة (غيابة) بتاء مفتوحة في: {غَيَٰبَتِ} [يوسف: 15] لتحتمل الجمع والإفراد.
  • إن لم يحتمل الرسم ذلك رُجح أحدهما، كأن ترسم السين صادًا نحو: ﴿وَيَبۡصُۜطُ﴾ [البقرة: 245].
  • إن كان وجه الخلاف بزيادة لا يحتملها الرسم فتكتب في أحد المصاحف بالقراءات التي فيها زيادة وفي باقي المصاحف بدون الزيادة نحو: ﴿وَوَصَّىٰ بِهَآ إِبۡرَٰهِ‍ۧمُ بَنِيهِ وَيَعۡقُوبُ يَٰبَنِيَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ [البقرة: 132] كتبت (وَوَصَّى) في مصحف المدينة والشام وهكذا يقرأها الجمهور وكتبت (وَأَوَصَّى) في باقي المصاحف وهكذا يقرأها نافع وابن عامر وأبو جعفر.

الحروف المقطعة

الحروف المقطعة هي 14 حرفاً مجموعة في: (طرق سمعك النصيحة) وردت في مطلع 29 سورة من القرءان الكريم.

حالات الحروف المقطعة

وردت الحروف المقطعة بحرف، وحرفين متصلين، وثلاثة أحرف متصلة، وأربعة أحرف متصلة، وخمسة أحرف متصلة على النحو التالي:

  • ثلاث سور افتتحت بحرفٍ واحد: (ص، ق، ن).
  • تسعة افتتحت بحرفين: (طه، يس، حم، طس).
  • ثلاث عشرة افتتحت بثلاثة أحرف نحو: (الم، الر، طسم).
  • اثنتان افتتحت بأربعة أحرف: (المص، المر).
  • اثنتان افتتحت بخمسة أحرف: (كهيعص، حم عسق).
قال مراد في السلسبيل الشافي:
 جُملــــةُ أَحْــــرفِ فواتِـــحِ السُّــوَرْ … صِلْهُ سُحَيْرًا مَن قَطَعْـــكَ ارْبَع عَّشَرْ

طريقة لفظ الحروف المقطعة

تُقرأ الحروف المقطعة بأسمائها لا ألفاظها على النحو التالي:

  • الخمسة المجموعة في: (حي طهر) تلفظ حرفين هكذا: (حا، يا، طا، ها، را).
  • الثمانية المجموعة في: (نقص عسلكم) تلفظ ثلاثة أحرف هكذا: (نون، قاف، صاد، عين، سين، لام، كاف، ميم).
فائدة: السبب في لفظ حروف (حي طهر) بحرفين هو أنها جميعاً تنتهي بالهمزة وكانت العرب تحذف الهمزة وتلفظها حرفين اختصاراً لاسيما أن هذا الاختصار لايؤثر على اسم الحرف، وعليه لا يكون في (حي طهر) مد زيادة عن الطبيعي لزوال سبب المد (الهمزة).

معاني الحروف المقطعة

اختلف المفسرون في معاني الحروف المقطَّعة وذلك لأنه لم ينقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيان لمعانيها إلى قولين:

  • القول الأول أن الحروف المقطعة هي من المتشابه وسر انفرد سبحانه بعلمه، لا يجوز أن يُتكلم فيه، ولكن نؤمن بها ونقرأها كما جاءت، ودليل ذلك قول الله تعلى: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [آل عمران: 7]، وهذا هو القول الراجح.
  • القول الثاني أنه يجب أن نتكلم في الحروف المقطعة، ونلتمس الفوائد التي تحتويها، والمعاني التي تفيدها، ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَيۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخۡتِلَٰفٗا كَثِيرٗا} [النساء: 82]، ولقد اختلف أصحاب هذا القول في معاني الأحرف المقطعة على أقوال عديدة منها:
    • أن الحروف المقطعة هي اسم الله الأعظم.
    • أن كل حرف من الحروف المقطعة مأخوذ من اسم من أسمائه تعالى.
    • أنها قَسم أقسم الله تعالى بها لشرفها وفضلها وهي من أسمائه.
    • أن الحروف المقطعة هي أسماء القرءان الكريم.
    • أن الحروف المقطعة هي أسماء السور.
    • أن الحروف المقطعة دالة على معرفة المدد، وأنه يستخرج من ذلك أوقات الحوادث والفتن والملاحم.