الوقف
مواضيع الصفحة
الوقف
فائدة معرفة الوقف
- تجنب الوقف على كلام بشع نحو الوقف على كلمة (إِلَٰهٍ) من قوله تعالى: ﴿وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّآ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۚ﴾ [المائدة: 73].
- تجنب الابتداء بكلام بشع بعد الوقف نحو الابتداء بكلمة (عُزَيۡرٌ) أو (ٱلۡمَسِيحُ) من قوله تعالى: ﴿وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ عُزَيۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَى ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِ﴾ [التوبة: 30].
- تجنب تغيير حكم شرعي نحو الوقف على كلمة (وَلِأَبَوَيۡهِ) من قوله تعالى: ﴿وَإِن كَانَتۡ وَٰحِدَةٗ فَلَهَا ٱلنِّصۡفُۚ وَلِأَبَوَيۡهِ لِكُلِّ وَٰحِدٖ مِّنۡهُمَا ٱلسُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُۥ وَلَدٞۚ﴾ [النساء: 11].
قواعد عامة في الوقف
- الوقف على رؤوس الآي سنة وعليه يجوز الوقف على رأس الآية مهما كان المعنى بشرط متابعة القراءة في الآية التالية إذا كانت مرتبطة بالأولى من ناحية الإعراب.
- للقارئ أن يقف حيثما اضطر إلى الوقف بأحد أسباب الاضطرار كالعطاس أو السعال أو ارتجاج القراءة أو انتهاء النفس أو البكاء.
- إذا رسمت كلمتان متصلتان جاز الوقف على الثانية منهما دون الأول، وإذا رسمتا منفصلتين جاز الوقف على الأولى أو الثانية اضراراً أو اختباراً أو في مقام التعليم.
- إذا رسمت كلمة مجزأة جاز الوقف على الجزء الأخير منها دون الأول، على أن يكون هذا الوقف اضراراً أو اختباراً أو في مقام التعليم.
- إذا رسمت تاء التأنيث بالتاء المبسوطة وقف عليها بالتاء، أما إذا رسمت بالتاء المربوطة وقف عليها بالهاء.
- يجب تحري الوقف على جملة مفيدة، ويُستحسن ألَا يوقف على:
- الفعل دون الفاعل نحو الوقف على (قَالَ) من قوله تعالى: ﴿قَالَ مُوسَىٰٓ﴾ [يونس: 77].
- الفاعل دون المفعول نحو الوقف على (نَطْوِي) من قوله تعالى: ﴿يَوۡمَ نَطۡوِي ٱلسَّمَآءَ﴾ [الأنبياء: 104].
- المبتدأ دون خبره نحو الوقف على (ٱلۡحَمۡدُ) من قوله تعالى: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الفاتحة: 1].
- الموصوف دون صفته نحو الوقف على (ٱلصِّرَٰطَ) من قوله تعالى: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: 6].
- صاحب الحال دون الحال نحو الوقف على (بَيْنَهُمَا) من قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ﴾ [الأنبياء: 16].
- كان أو إن دون اسمهما نحو الوقف على (وَكَانَ) من قوله تعالى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ [النساء: 96].
- اسم كان أو إن دون خبرهما نحو الوقف على (إِبْرَاهِيمَ) من قوله تعالى: ﴿إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّٰهٞ مُّنِيبٞ﴾ [هود: 75].
- أداة الشرط دون فعل الشرط نحو الوقف على (وَإِن) من قوله تعالى: ﴿وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ﴾ [الأحزاب: 20].
- المستثنى منه دون الاستثناء نحو الوقف على (الشَّيْطَانَ) من قوله تعالى: ﴿وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَٱتَّبَعۡتُمُ ٱلشَّيۡطَٰنَ إِلَّا قَلِيلٗا﴾ [النساء: 83].
- قد يتغير نوع الوقف حسب التفسير أو الإعراب وقد يختلف حسب اختلاف القراءات.
- ليس في القرءان وقف واجب أو حرام إلا ما أفسد المعنى.
قال ابن الجزري في المقدمة الجزرية:
وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مِـنْ وَقْـفٍ وَجَـبْ
وَلاَ حَـرَامٌ غَيْـرَ مَــا لَــهُ سَـبَـبْ
أقسام الوقف
ينقسم الوقف إلى الأربع أقسام التالية:
أولاً: الوقف الانتظاري
هو الوقف على الكلمة القرءانية بقصد استيفاء ما في الآية من أوجه الخلاف ويكون ذلك عند القراءة بجمع الروايات نحو الوقف على (هُزُوٗا) من قوله تعالى: ﴿قَالُوٓاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوٗاۖ﴾ [البقرة: 67] لاستيفاء أوجه الخلاف كقراءة (هُزُؤًا). وسمي انتظاريًّا لما ينتظره الأستاذ من الطالب بشأن تكملته للأوجه التي وردت في الآية التي يقرؤها.
حكمه: يجوز الوقف على أي موضع ولو لم يتم المعنى ليستوفي القارئ أوجه القـراءات، ثم يبتدئ بما يصلح الابتداء به.
ثانياً: الوقف الاختباري
هو وقـفٌ على كلمة ليست محلًا للوقـف غالبًا يُطلب من القارئ لبيان حكم الموقوف عليه للاختبار أو التعليم، ومتعلق هذا الوقف هو الرسم العثماني والوقف والقطع والإبتداء، ومن أمثلة الوقف الاختباري الوقف على كلمة: (يَسۡتَحۡيِۦٓ) من قوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَسۡتَحۡيِۦٓ أَن يَضۡرِبَ مَثَلٗا مَّا بَعُوضَةٗ فَمَا فَوۡقَهَاۚ﴾ [البقرة: 26] لتعليم القارئ كيفية الوقف على الياء المحذوفة.
حكمه: يجوز الوقـف على الموضع الذي طُلب من القارئ الوقوف عليه ولو لم يتم المعنى بقصد الاختبار والتعليم، ثم يبتدئ منها ويصلها بما بعدها إن صلح البدء بها وإلا فيبتدىء بما قبلها بما يصلح البدء به.
ثالثاً: الوقف الاضطراري
وهو الوقـف علـى كلمة ليست محلًا للوقـف غالبًا بسبب ضرورة ألجأت القارئ للوقف كضيق النفس أو العطاس أو غلبة البكاء أو النسيان أو غير ذلك من الضرورات نحو الوقف على (خَٰشِعٗا) من قوله تعالى: ﴿لَوۡ أَنزَلۡنَا هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ عَلَىٰ جَبَلٖ لَّرَأَيۡتَهُۥ خَٰشِعٗا مُّتَصَدِّعٗا مِّنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۚ﴾ [الحشر: 21] بسبب غلبة البكاء.
حكمه: يجوز الوقف على الموضع الذي حدثت فيه الضرورة ولو لم يتم المعنى، ثم يبتدئ منها ويصلها بما بعدها إن صلح البدء بها وإلا فيبتدىء بما قبلها بما يصلح البدء به.
رابعاً: الوقف الاختياري
هو الوقـف الـذي يختاره الـقارئ بمحض إرادته واختياره، ولقد اختلف العلماء في أقسامه إلى عدة اخترنا منها ما يلي:
ومن أهم العوامل التي تميز هذه الأقسام مايلي:
- إفادة الكلام الموقوف عليه للمعنى المقصود ومدى تمام هذا المعنى.
- تعلق الكلام الموقوف عليه بالكلام الذي بعده من ناحية الإعراب، وهذا يُسمى: التعلق اللفظي.
- تعلق الكلام الموقوف عليه بالكلام الذي بعده من ناحية المعنى فقط لا الإعراب، وهذا يُسمى: التعلق المعنوي.
قال ابن الجزري في المقدمة الجزرية:
وَبَعْـــدَ تَجْوِيدِكَ لِلْحُـــرُوفِ
لَا بُدَّ مِنْ مَعْرِفَـــةِ الوُقُـــــوفِ
وَالِابْتِــــدَاءِ وَهْيَ تُقْسَـــمُ إِذَنْ
لثَلَاثَــــــةً: تَامٌ وَكَافٍ وَحَسَنْ
وَهْيَ لِمَا تَـــمَّ؛ فَإِنْ لَمْ يُوجَـــدِِ
تَعَلُّقٌ، أَوْ كَانَ مَعْنىً؛ فَابْتَدِي
فَالتَّامُ، فَالكَافِي، وَلَفْظاً: فَامْنَعَنْ
إِلَّا رُؤُوسَ الآيِ جَوِّزْ، فَالحَسَنِْ
وَغَيْـــرُ مَا تَمَّ قَبِيــــحٌ، وَلَهُ
الوَقْــفُ مُضْطَرّاً؛ وَيَبْـــــدَا قَبْلَهُ
1. الوقف التام
هو الوقف على كلام تم معناه ولا يتعلق بما بعده معنىً ولا لفظاً نحو الوقف على (ٱلرَّحِيمِ) في قوله تعالى: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 1].
سبب تسميته: لتمام المعنى به واستغنائه عما بعده.
موضعه: أكثر ما يكون الوقف التام:
- في أواخر السور نحو: ﴿مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ﴾ [الناس: 6].
- على رؤوس الآي نحو: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ١ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الفاتحة: 1-2].
- بعد انتهاء القصص القرءاني نحو: ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ 68 وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ إِبۡرَٰهِيمَ﴾ [الشعراء: 68-69] لانتهاء الكلام عندها عن قصة.
- عند الإنقضاء الكلام على الأحكام نحو: ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبۡلِ أَن تَقۡدِرُواْ عَلَيۡهِمۡۖ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ 34 يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ وَجَٰهِدُواْ فِي سَبِيلِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [المائدة: 34-35] لانتهاء الكلام عن الأحكام المتعلقة بالحرابة.
فائدة: يكون الوقف تام إذا جاء بعده:
- فعل أمر نحو: ﴿ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّٰكِرِينَ 114 وَٱصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} [هود: 114-115].
- (يا) النداء نحو: ﴿وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ 40 يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ لَا يَحۡزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡكُفۡرِ مِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَلَمۡ تُؤۡمِن قُلُوبُهُمۡۛ وَمِنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْۛ سَمَّٰعُونَ لِلۡكَذِبِ سَمَّٰعُونَ لِقَوۡمٍ ءَاخَرِينَ لَمۡ يَأۡتُوكَۖ يُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ مِنۢ بَعۡدِ مَوَاضِعِهِۦۖ﴾ [المائدة: 40-41].
- استفهام نحو: ﴿ٱللَّهُ يَحۡكُمُ بَيۡنَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ 69 أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَٰبٍۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ} [الحج: 69-70].
- شَّرط نحو: ﴿لَّيۡسَ بِأَمَانِيِّكُمۡ وَلَآ أَمَانِيِّ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِۗ مَن يَعۡمَلۡ سُوٓءٗا يُجۡزَ بِهِۦ وَلَا يَجِدۡ لَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا﴾ [النساء: 123].
- آية رحمة بعد آية عذاب والعكس نحو: ﴿فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ وَلَن تَفۡعَلُواْ فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ ٢٤ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ﴾ [البقرة: 24-25].
تنبيهات:
- قد يأتي الوقف التام في وسط آية نحو الوقف على كلمة: (جَآءَنِيۗ) من قوله تعالى: ﴿لَّقَدۡ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكۡرِ بَعۡدَ إِذۡ جَآءَنِيۗ وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِلۡإِنسَٰنِ خَذُولٗا﴾ [الفرقان: 29] فهذا تمام حكاية قول الظالم.
- قد يكون بعد تمام الآية بكلمة كالوقف على: (كَذَٰلِكَۖ) من قوله تعالى: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَطۡلِعَ ٱلشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَطۡلُعُ عَلَىٰ قَوۡمٖ لَّمۡ نَجۡعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتۡرٗا ٩٠ كَذَٰلِكَۖ وَقَدۡ أَحَطۡنَا بِمَا لَدَيۡهِ خُبۡرٗا﴾ [الكهف: 90-91]، فإن تمام الآية في كل (سِتۡرٗا).
- قد يتفاضل التام في التمام نحو: ﴿مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ ٤ إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 4-5] ، فكلاهما تام إلا أن الأول أتم من الثاني لاشتراك الثاني فيما بعده في معنى الخطاب بخلاف الأول.
- قد يكون الوقف تامًا على تفسير أو إعراب أو قراءة وقد يكون غير ذلك على آخر.
حكمه: يَحْسُن الوقف عليه والابتداء بما بعده.
علامته: إشارة ( ۗ ) على آخر الكلمة نحو: ﴿ٱهۡبِطُواْ مِصۡرٗا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلۡتُمۡۗ﴾ [البقرة: 61] والتي تدل على أن الوقف أو الوصل جائز مع كون الوقف أوْلَى، وتستخدم هذه الاشارة أيضاً للدلالة على الوقف الكافي إذا كان للوقف التام أقرب.
وقف بيان تام
يتفرع من الوقف التام وقف بيان تام وهو الوقف على كلام تم معناه ولا يتعلق بما بعده معنىً ولا لفظاً لبيان المعنى المقصود نحو الوقف على كلمة: (قَوۡلُهُمۡۘ) في قوله تعالى: ﴿وَلَا يَحۡزُنكَ قَوۡلُهُمۡۘ إِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًاۚ﴾ [يونس: 65].
حكمه: لزوم الوقف عليه والابتداء بما بعده لأن الوصل يوهم معنىً غير المقصود.
أسماؤه: سمي بالوقف اللازم للزوم الوقف عليه، والواجب لوجوب الوقف عليه، والبيان لأنه يبين معنى لا يفهم إلا به.
علامته: إشارة ( ۘ ) على آخر الكلمة نحو: ﴿إِنَّمَا يَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسۡمَعُونَۘ وَٱلۡمَوۡتَىٰ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ ثُمَّ إِلَيۡهِ يُرۡجَعُونَ﴾ [الأنعام: 36].
2. الوقف الكافي
هو الوقف على كلام أفاد معنى في ذاته ويتعلق بما بعده معنىً لا لفظًا نحو الوقف على كلمة: (رَّبِّهِمۡ) في قوله تعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [البقرة: 5] و الابتداء بكلمة: (وَأُوْلَٰٓئِكَ).
سبب تسميته: الاكتفاء به عما بعده.
موضعه: قد يكون الوقف الكافي:
- على رؤوس الآي نحو الوقف كلمة: (يُؤۡمِنُونَ) في قوله تعالى: ﴿ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ ٦ خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ﴾ [البقرة: 6-7] .
- وقد يأتي في وسط آية نحو الوقف على كلمة: (حُرُمٞۚ) في قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقۡتُلُواْ ٱلصَّيۡدَ وَأَنتُمۡ حُرُمٞۚ وَمَن قَتَلَهُۥ مِنكُم مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآءٞ مِّثۡلُ مَا قَتَلَ مِنَ ٱلنَّعَمِ﴾ [المائدة: 95].
تنبيهات:
- قد يتفاضل الوقف الكافي في الكفاية كتفاضل التام نحو: ﴿فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ﴾ [البقرة: 10] كاف، ﴿فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ﴾ [البقرة: 10] أكفى منه، ﴿وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ﴾ [البقرة: 10] أكفى منهما.
- قد يكون الوقف كافيًا على تفسير أو إعراب أو قراءة وقد يكون غير ذلك على آخر.
حكمه: يَحْسُن الوقف عليه والابتداء بما بعده.
فائدة: الوقف الكافي هو أكثر أنواع الوقف الجائز ورودًا في القرءان الكريم.
علامته:
- إشارة ( ۗ ) على آخر الكلمة: نحو الوقف على (يَشَآءُۗ) في: ﴿يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ﴾ [آل عمران: 74] وهي تدل على أن الوقف أو الوصل جائز مع كون الوقف أوْلَى.
- إشارة ( ۚ ) على آخر الكلمة: نحو الوقف على (نِسَآءَكُمۡۚ) في: ﴿وَيَسۡتَحۡيُونَ نِسَآءَكُمۡۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَآءٞ﴾ [البقرة: 49] وهي تدل على أن الوقف أو الوصل جائزان بالتساوي.
- إشارة ( ۖ ) على آخر الكلمة: نحو الوقف على كلمة (رَّبِّهِمۡۖ) في: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [البقرة: 5] وهي تدل على أن الوقف أو الوصل جائز مع كون الوصل أوْلَى.
وقف بيان كافي
يتفرع من الوقف الكافي وقف بيان كافي وهو الوقف على كلام أفاد معنى بذاته ويتعلق بما بعده معنىً لا لفظاً لبيان المعنى المقصود نحو الوقف على كلمة: (عَنۡهُمۡۘ) في قوله تعالى: ﴿فَتَوَلَّ عَنۡهُمۡۘ يَوۡمَ يَدۡعُ ٱلدَّاعِ إِلَىٰ شَيۡءٖ نُّكُرٍ﴾ [القمر: 6].
حكمه: لزوم الوقف عليه والابتداء بما بعده لأن الوصل يوهم معنىً غير المقصود.
أسماؤه: سمي بالوقف اللازم للزوم الوقف عليه، والواجب لوجوب الوقف عليه، والبيان لأنه يبين معنى لا يفهم إلا به.
علامته: إشارة ( ۘ ) على آخر الكلمة نحو: ﴿فَتَوَلَّ عَنۡهُمۡۘ يَوۡمَ يَدۡعُ ٱلدَّاعِ إِلَىٰ شَيۡءٖ نُّكُرٍ﴾ [القمر: 6].
3. الوقف الحسن
هو الوقف على كلام أفاد معنى في ذاته ويتعلق بما بعده معنىً ولفظاً نحو الوقف على كلمة: (ٱللَّهِ) في قوله تعالى: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 1].
سبب تسميته: أنه أفاد معنى في ذاته يحسن الوقف عليه.
موضعه:
- أكثر ما يكون في وسط الآي نحو: الوقف على كلمة: (لِلَّهِ) في قوله تعالى: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِين﴾ [الفاتحة: 2].
- وقد يأتي على رأس آية نحو الوقف على كلمة: (ٱلۡعَٰلَمِين) في قوله تعالى: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِين ٢ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 2].
تنبيه: قد يكون الوقف حسنًا على تفسير أو إعراب أو قراءة وقد يكون غير ذلك على آخر.
حكمه: يختلف الحكم حسب موضعه فإذا كان:
- في وسط آية: يجوز الوقف عليه ولا يجوز الابتداء بما بعده لشدة تعلقه بما بعده لفظاً ومعنىً، فيبتدئ بما يصلح الابتداء به.
- على رأس أية: اختلف العلماء إلى الأقوال الثلاثة التالية:
- يجوز الوقف عليه ويجوز الابتداء بما بعده اتباعًا للسنة بالوقف على رؤوس الآي وهو مذهب أكثر العلماء.
- يجوز الوقف عليه ويجوز الابتداء بما بعده إذا كان الكلام الذي بعده يصح الابتداء به لإفادته معنى، ولا يوهم خلاف المعنى المقصود، وإلا فلا يبتدأ به ولكن يُبتدأ بما يصلح الابتداء به.
- يجوز الوقف عليه لأن الوقف على رؤس الآي سنة، ولا يجوز الابتداء بما بعده سواء أفاد معنى أو لم يفد.
وقف بيان حسن
يتفرع من الوقف الحسن وقف بيان حسن وهو الوقف على كلام أفاد معنى بذاته ويتعلق بما بعده معنىً ولفظاً لبيان المعنى المقصود نحو الوقف على كلمة: (وَتُوَقِّرُوهُۚ) في قوله تعالى: ﴿لِّتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُۚ وَتُسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا﴾ [الفتح: 9].
حكمه: لزوم الوقف عليه والابتداء بما بعده لأن الوصل يوهم معنىً غير المقصود.
أسماؤه: سمي بالوقف اللازم للزوم الوقف عليه، والواجب لوجوب الوقف عليه، والبيان لأنه يبين معنى لا يفهم إلا به.
4. الوقف القبيح
هو الوقف على كلام لم يفد معنى لشدة تعلقه بما بعده لفظًا ومعنًى نحو الوقف على كلمة: (رَبِّ) في قوله تعالى: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2] أو على كلام أفاد معنىً غير المقصود نحو الوقف على (ٱللَّٰعِنُونَ) من قوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَيَّنَّٰهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أُوْلَٰٓئِكَ يَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلۡعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ ١٥٩ إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَتُوبُ عَلَيۡهِمۡ وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ﴾ [البقرة: 159-160] بسبب الإستثناء الذي جاء بعدها.
سبب تسميته: قبح الوقف عليه لعدم إفادته معنىً أو إفادته معنىً غير المقصود.
موضعه:
- أكثر ما يكون في وسط الآي نحو: الوقف على كلمة: (ٱلَّذِي) في قوله تعالى: ﴿أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ﴾ [الماعون: 1].
- وقد يأتي على رأس آية نحو الوقف على كلمة (يُنقَذُونَ) من قوله تعالى: ﴿وَإِن نَّشَأۡ نُغۡرِقۡهُمۡ فَلَا صَرِيخَ لَهُمۡ وَلَا هُمۡ يُنقَذُونَ ٤٣ إِلَّا رَحۡمَةٗ مِّنَّا وَمَتَٰعًا إِلَىٰ حِينٖ﴾ [يس: 43-44].
فائدة: سمى البعض الوقف على كلام أفاد معنى غير المقصود لشدة تعلقه بما بعده لفظًا ومعنًى بـ الوقف شديد القبح نحو:
- وسط آية: الوقف على كلمة (ٱلصَّلَوٰةَ) في قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقۡرَبُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمۡ سُكَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعۡلَمُواْ مَا تَقُولُونَ﴾ [النساء: 43].
- رأس آية: نحو الوقف على كلمة (لِّلۡمُصَلِّينَ) في قوله تعالى: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ﴾ [الماعون: 4-5].
تنبيه: يرى البعض أن الوقف على كلمة: (لِّلۡمُصَلِّينَ) في قوله تعالى: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ﴾ [الماعون: 4-5] هو وقف حسن لأنه على رأس آية، والراجح لدينا أنه وقف قبيح بل شديد القبح لأنه أفاد معنىً غير المراد وهذا يتماشى مع تعريف الوقف القبيح.
حكمه: يختلف الحكم حسب موضعه فإذا كان:
- في وسط آية: لا يجوز الوقف عليه ولا الابتداء بما بعده لأنه لم يفد معنىً لشدة تعلقه بما بعده لفظاً ومعنىً أو لإفادته معنىً غير المراد، فيبتدئ بما يصلح الابتداء به.
- على رأس أية: نحو: الوقف على كلمة (تَتَفَكَّرُونَ) من قوله تعالى: ﴿كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ 219 فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۗ﴾ [البقرة: 219-220]، فقد اختلف العلماء إلى الأقوال الثلاثة التالية:
- يجوز الوقف عليه ويجوز الابتداء بما بعده اتباعًا للسنة بالوقف على رؤوس الآي وهو مذهب أكثر العلماء.
- يجوز الوقف عليه ويجوز الابتداء بما بعده إذا كان الكلام الذي بعده يصح الابتداء به لإفادته معنى، ولا يوهم خلاف المعنى المقصود، وإلا فلا يبتدأ به ولكن يُبتدأ بما يصلح الابتداء به.
- يجوز الوقف عليه لأن الوقف على رؤس الآي سنة، ولا يجوز الابتداء بما بعده سواء أفاد معنى أو لم يفد.
علامته: إشارة ( ۙ ) على آخر الكلمة نحو الوقف على (الْهُدَى) من قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ۙ الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ﴾ [محمد: 25]، تدل على الوقف الممنوع إذا كانت في وسط آية أو القطع الممنوع إذا كانت على رأس آية.
قال ابن الجزري في الجزرية:
وَبَـعْـــدَ تَـجْـوِيْـــدِكَ لِلْـحُـــــــرُوفِ
لاَبُــــدَّ مِــنْ مَعْـــــرِفَـةِ الْـوُقُــــوفِ
وَالابْـتِــدَاءِ وَهْــيَ تُـقْـسَــــمُ إِذَنْ
ثَـلاَثَــــةً تَــــامٌ وَكَــــافٍ وَحَـسَــــنْ
وَهْـيَ لِمَـا تَــمَّ فَــإنْ لَـمْ يُــوجَــدِ
تَعَـلُـــقٌ أَوْ كَـــانَ مَعْـــنَـىً فَابْـتَـدي
فَالتَّـامُ فَالْكَـافِـي وَلَفْـظًـا فَامْنَعَـنْ
إِلاَّ رُؤُوسَ الآيِ جَـــوِّزْ فَالْـحَـسَــــــنْ
وَغَـيْـــرُ مَـا تَـــمَّ قَبِـيْـــــــحٌ وَلَــــهُ
ألْـوَقْـــفُ مُضْـــــــطَـرًّا وَيُـبْـدَا قَبْـلَـهُ
وقال السَّمنَّودي في تحفته:
الْوَقْفُ تَـــــامٌ حَيْثُ : لَا تَعَلُّقَا
فيِِْـــــه وََكـــــافٍ حَيْثُ : مَعْنًــــى عُلِّقَا
قِفْ وَاْبتدَِئْ وَحَيْثُ لفْظًا فََحسَْـــــن
فَقِفْ وَلَا تَبْدَأْ وَفِـــــي الْآيِ يُسَـــنْ
ووَحَيْثُ لْـــم يَتمَِّ : فَالقَبيِـــــحُ قِفْ
ضَـــــرُورَةً وَاْبدَأْ بمَِا قَبْــــلُ عُــــرِفْ
فوَلَم يَجِـــــبْ وقْفٌ وََلْم يَْحُـــــرمْ عَداَ
مَا يَقْتَِضي مِــــنْ سَبَبٍ إنِْ قصِدَا