القراءات والسند
مصطلحات في علم القراءات
أبرز المصطلحات في علم القراءات هي ما يلي:
- علم القراءات: هو علم بكيفية أداء كلمات القرءان واختلافها معزوًا لناقله.
- سلسلة السند: هي سلسة الرجال الذين نقلوا لنا القرءان العظيم مشافهةً، كلَ واحدٍ منهم قرأ علـى شيخـهِ، وشيخُـهُ علـى شيخِـهِ، وهكـذا إلـى رســول الله صلى الله عليه وسلم عـن أمين الوحـي جبريل عليه السلام، عـن رب العـزة جل جلاله.
- القـراءة: هي ما نسب إلى أحد أئمة القراء العشرة في كيفية قراءة لفظ قرءاني كما تلقاه مشافهة بسنده المتصل بالرسول صلى الله عليه وسلم نحو: قراءة الإمام عاصم، وقراءة الإمام نافع.
- الرواية: هي ما نسب إلى أحد الرواة عن أحد أئمة القراء العشرة في كيفية أدائه للفظ القرءاني كما تلقاه مشافهة بسنده المتصل بالرسول صلى الله عليه وسلم نحو: رواية حفص عن عاصم، ورواية شعبة عن عاصم.
- الطريق: هو كل ما نسب للناقل عن أحد الرواة وإن سفل (أي لا يشترط أن يكون قد قرأ على الراوي مباشرة) نحو: رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية نسبة إلى الإمام الشاطبي.
- الوجه: ينقسم الوجه إلى: وجه الرواية: هو المنقول عن الشيخ بسنده المتصل بالرسول صلى الله عليه وسلم، وهو وجه إلزام نحو فتح وضم الضاد في: ﴿ضَعۡفٖ﴾ [الروم: 54] برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية، ووجه الدراية: هو القياس العلمي المبني على اجتهاد العلماء أو الكيفية المختلفة التي يجوز للقارئ أن يقرأ بواحدة منها دون إلزامـه القراءة بكيفية معينة نحو أوجه مد العارض للسكون.
- القراءات المتواترة: هي كل قراءة وافقت العربية مطلقًا، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو تقديرًا، وتواتر نقلها بالسند المتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم.
- الشاطبية: هي منظومة للإمام الشاطبي اسمها (حـرز الأماني ووجـه التهاني) اشتهرت بـ (الشاطبية) نسبة لناظمها؛ نظم فيها الإمام الشاطبي سبع قراءات وهي للأئمة: نافع، وابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي.
- الدرة: هي منظومة للإمام ابن الجـزري نظم فيها ثلاث قراءات للأئمة: أبي جعفر، ويعقوب، وخلف تكملة للشاطبية بحيث تصبح الشاطبيـة مع الدرة جامعتين للقراءات العشر.
- الطيبة: هي منظومة للإمام ابن الجـزري نظم فيها القـراءات العشـر، ولكنه لم يكتف بالطرق الموجودة في الشاطبية والدرة بل زاد عليها طرقًا أخرى كثيرة.
- القراءات العشر: هي قراءات الأئمة: نافع، وابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وأبي جعفر، ويعقوب، وخلف.
- العشر الصغرى: هي القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة.
- العشر الكبرى: هي القراءات العشـر من طريق الطيبة، وسميـت الكبرى لأنها مشتملة على ما في الشاطبية والدرة، وزادت عليها طرقا أخرى كثيرة.
- القراءات الشاذة: هي القـراءات التي فقدت ركن من أركان القراءة الصحيحة، وأشهرها أربع قراءات للأئمة: ابن محيصن، والحسن البصري، ويحيى اليزيدي، والأعمش.
- الأصول: هي القواعد الكلية المطردة نحو حكم ميم الجمع، والفتح والإمالة، وأحكام المدود.
- الفروش: هي الأحكام الخاصة ببعض الكلمات القرءانية نحو إثبات أو حذف الألف في مالك يوم الدين.
- التحريرات: هي تنقيح القراءة من أي خطأ وذلك بتمييز الأوجه والطرق والروايات عن بعضها وعدم اختلاطها في الأداء.
أركان القراءة الصحيحة
أجمع العلماء على أن القراءة لا تعتبر قرءانًا إلا إذا توفرت فيها أركان القراءة الصحية الثلاثة التالية:
الركن الأول
موافقة القراءة لوجه من وجوه النحو ولو كان هذا الوجه ضعيفًا، سواء كان فصيحًا أم أفصح، مجمعًا عليه أو مختلفًا فيه.
مثاله: قوله تعالى: ﴿فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ﴾ [البقرة: 37]، فقد قُرئ بنصب ﴿ءَادَمُ﴾ على أنها مفعول به، ورفع ﴿كَلِمَٰتٖ﴾ على أنها فاعلٌ، وعلى هذا الوجه تكونُ الكلماتُ هي التي تلقت آدمَ، وهذا من بلاغةِ القرءان الكريم.
الركن الثاني
موافقة القراءة للرسم العثماني ولو احتمالاً، نحو قوله تعالى: ﴿مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ﴾ [الفاتحة: 4]، قُرئ لفظ ﴿مَٰلِكِ﴾ بإثبات الألف (مالك) وقرئ بحذفها (ملك)، ورسمُ المصحف يحتمل القراءتين لأن لفظ ﴿مَٰلِكِ﴾ كتب في جميع المصاحف بغير ألف اختصارًا.
الركن الثالث
صحَّةُ السند وهو نقل الضابط العدل عن مثله إلى النبي صلى الله عليه وسلم من غير شذوذ ولا علة.
قال الإمام ابن الجزري في طيِّبةِ النشر
فَكُـــلُّ مَا وَافَــقَ وَجْــهَ نَحْوِ … وَكَانَ لِلرَّسْمِ احْتِمَالاً يَحْوِي
وَصَـــحَّ إسْنادًا هُوَ الْقُرآنُ … فَهَـــذِهِ الثَّلاثَـــــةُ الأَرْكَــــانُ
وحَيثُمــا يَخْتَلَّ رُكْــنٌ أَثْبِتِ … شُـــــذُوذَهُ لَوْ أنَّهُ فِي السَّبعَةِ
وقال أَبو حَيَّان الأندلسيُّ
مَـنْ يَـأخُذِ العِلْمَ عَـنْ شَيـخٍ مُـشافَـهَةً … يَـكُنْ مِنَ الزَّيغِ والتَّحْريفِ فِي حَرَمِ
ومَـنْ يَـكُنْ آخِـذًا لِلْعِلْمِ عَـنْ صُـحُـفٍ … فَـعِـلْـمُـهُ عِـنْـدَ أَهْــلِ العِلْـمِ كَالعَــدَمِ
اختيار القراء السبعة
أرسل عثمان بن عفان رضي الله عنه مصحفًا من المصاحف العثمانية إلى كل مصر من أمصار المسلمين مع قارئ متقن يُقرئ الناس بما يوافق رسم المصحف المرسل إليهم، وكان يتخير لكل قارئ المصحف الذي يوافق قراءته، فكان:
- زيد بن ثابت (توفي سنة 54 هـ) مع المصحف المدني.
- المغيرة بن أبي شهاب المخزومي (توفي سنة نيف وسبعين) مع المصحف الشامي.
- أبو عبد الرحمن السلمي (توفي سنة 47 هـ) مع المصحف الكوفي.
- عامر بن قيس (توفي سنة 55 هـ) مع المصحف البصري.
- عبد الله بن السائب المخزومي (توفي في حدود سنة سبعين) مع المصحف المكي.
أقرأ القراء الناس القرءان بما يوافق رسم المصحف المرسل إليهم، وأقرأ تلاميذهم غيرهم، وانصرف قوم للاعتناء بالقرءان، وقاموا بضبطه، وانشغلوا بحفظه، وتفرغوا لإقرائه وتعليمه حتى أصبحوا في ذلك أئمة يقتدى بهم، ويُرحل إليهم، ويُؤخذ عنهم.
بعد زمن كثر القراء، وتفاوتوا في الضبط والاتقان، فكان منهم المتقن للتلاوة المشهور بالرواية والدراية، ومنهم غير ذلك، وكثر بينهم الخلاف وقل الضبط، وأصبح البعض يقرأ بما يوافق رسم المصحف ما لم يصلنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأراد الناس في العصر الرابع أن يقتصروا من القراءات ما تحققت فيها شروط القراءة الصحيحة، وما يسهل حفظه، وتنضبط القراءة به.
يقول الدمياطي : ” … ليعلم أن السبب الداعي إلى أخذ القراءة عن القراء المشهورين دون غيرهم أنه لما كثر الاختلاف فيما يحتمله رسم المصاحف العثمانية التي وجه بها عثمان رضي الله عنه إلى الأمصار فصار أهل البدع والأهواء يقرؤون بما لا يحل تلاوته وفاقاً لبدعتهم، أجمع رأي المسلمين أن يتفقوا على قراءات أئمة ثقات تجردوا للاعتناء بشأن القرءان العظيم فاختاروا من كل مصرٍ به مصحف عثماني أئمة مشهورين بالثقة والأمانة في النقل وحسن الدراية وكمال العلم، أفنوا أعمارهم في القراءة والإقراء، واشتهر أمهرهم، وأجمع أهل مصرهم على عدالتهم، ولم تخرج قراءتهم عن خط مصحفهم”
في هذا الإطار ألف شيخ القراء في عصره الإمام أبو بكر أحمد بن موسى بن مجاهد كتابه في القراءات (كتاب السبعة)، اختار فيه من القراءات ما وافق خط المصحف، ومن القراء إمامًا من كل مصر مشهور بالثقة والأمانة في النقل وحسن الدين، وكمال العلم، قد طال عمره واشتهر أمره بالثقة، وأجمع أهل مصره على عدالته فيما نقل، وثقته فيما قرأ وروى، وعِلمه بما يقرأ؛ فكان: أبو عمرو من أهل البصرة، وحمزة وعاصم والكسائي من أهل الكوفة، وابن كثير من أهل مكة، وابن عامر من أهل الشام، ونافع من أهل المدينة، وبهذا كان أبو بكر بن مجاهد أول من اقتصر القراء على هؤلاء السبعة وتلقت الأمة هذا الحصر بالقبول.
قال الشيخ الخاقاني في رائيته:
وإِنَّ لَنَــا أَخْــــذَ القِــــرَاءَةِ سُنَّـــــةً … عَنْ الأَوَّلِيــــــــنَ المُقْرِئِيــنَ ذَوِى السِّتْرِ
فَلِلسَّبْعَــةِ القُــرْاءِ حَقٌّ عَلَى الوَرَى … لإِقْرَائِهِـــمْ قُـــــرْآنَ رَبِّهُــــمُ لِلْوِتْـــــــرِ
فَبِالْحَرَمَيْــنِ ابْـــنُ الكَثِيـــرِ وَنَافِــعُ … وَبِالْبَصْــــرَةِ ابْنُ الْعَلاءِ أُبُــــو عَمْــــرِو
وَبِالشَّـــامِ عَبْدُ اللهِ وَهــــوَ ابْنُ عَامِرٍ … وَعَاصِــــمٌ الْكُوفِــــيُّ وَهْوَ أَبُــــو بَكْـرِ
وَحَمْــــزَةُ أَيْضَاً وَالْكِسَائـــِيُّ بَعْـــدَه … أَخُو الْحِـــذْقِ بِالقُــرْانِ وَالنَّحْوِ وَالشِّعْرِ
نظم الإمام أبو محمد القاسم بن فيره بن خلف الشاطبي هذه القراءات السبع في منظومة أسماها (حـرز الأماني ووجـه التهاني) اشتهرت بـ (الشاطبية) نسبة له.
اختيار القراء الثلاثة المكملين للعشرة
علق في أذهان كثير من الناس أن الأحرف السبعة التي نزل بها القرءان والتي ورد ذكرها في العديد من الأحاديث منها: “القُرآنُ نزَلَ على سَبعةِ أحرُفٍ، على أيِّ حَرفٍ قَرَأْتم، فقد أصَبْتم، فلا تَتَمارَوْا فيه؛ فإنَّ المِراءَ فيه كُفرٌ” [أحمد: 17819] هي القراءات السبعة التي اختارها ابن مجاهد، وهذا الوهم دفع عدد من العلماء للتأليف في القراءات ومن بين هؤلاء شيخ المحققين والقراء الإمام محمد بن الجزري الذي تتبع أسانيد القراءات حتى زمانه فوجد ثلاث قراءات تشارك السبع في الشهرة والثبوت وتحقق أركان القراءة الصحيحة فأضافها للقراءات السبع وتلقت الأمة هذه الإضافة بالقبول.
ولقد نظم الإمام بن الجزري هذه القراءات الثلاث في قصيدة سماها (الدرة) وأخبر بأنها متممة لمنظومة الإمام الشاطبي (حـرز الأماني ووجـه التهاني)، بحيث تصبح الشاطبية مع الدرة جامعتين للقراءات العشر، كما جمع الإمام ابن الجزري القراءات العشر في كتاب أسماه (النشر في القراءات العشر) وفي منظومته (طيبة النشر في القراءات العشر).
صلة القراءات بالأحرف السبعة
أجمعت الأمة على أن الأحرف السبعة ليس المراد بها القراءات السبع وذلك لأن القراءات السبع وتحديدها جاء متأخراً عن نزول القرءان الكريم بالأحرف السبع. إلا ان العلماء اختلفوا في صلة القراءات بالأحرف السبعة، والراجح هو قول مكي بن أي طالب وابن الجزري بأن القراءات التي يقرأ بها الناس والتي صحت روايتها عن الأئمة (القراءات العشر) إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرءان الكريم ووافق اللفظ بها خط المصاحف العثمانية التي كتبت على حرف واحد (حرف قريش) لوأد الخلاف الذي حدث بين المسلمين في عهد عثمان رضي الله عنه، إلا أنها مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة لخلوها من النقط والشكل.
أقسام القراءات من حيث السند
تنقسم القراءات إلى الأنواع التالية:
أولاً: القراءة المتواترة
هي القراءة التي وافقت العربية ورسم المصحف ونقلها جمعٌ لا يمكن تواطؤهم على الكذب عن مثلهم بالسند المتصل بالرسول صلى الله عليه وسلم.
مثاله: القراءات العشر.
ثانياً: القراءة المشهور
هي القراءة المتصل سندها بالرسول صلى الله عليه وسلم، ووافقت العربية ورسم المصحف، واشتهرت عند القراء فلم تُدرج ضمن الشاذ إلا أنها لم تبلغ درجة المتواتر.
مثاله: قوله تعالى: ﴿وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلۡمُضِلِّينَ عَضُدٗا﴾ [الكهف: 51]، بفتح تاء (كنت)، وكلتا القراءتين للقاررئ أبي جعفر المدني.
ثالثاً: قراءة الآحاد
هي القراءة المتصل سندها بالرسول صلى الله عليه وسلم، وخالفت العربية أو رسم المصحف أو كليهما، أو لم تشتهر اشتهار ما ذكر.
مثاله:
- ما صح سنده وخالف العربية: قوله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ مَكَّنَّٰكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَجَعَلۡنَا لَكُمۡ فِيهَا مَعَٰيِشَۗ قَلِيلٗا مَّا تَشۡكُرُونَ﴾ [الأعراف: 10]، حيث قرأها نافع (معائش) بالهمز بدل الياء.
- ما صح سنده وخالف الرسم: قوله تعالى: ﴿مُتَّكِِٔينَ عَلَىٰ رَفۡرَفٍ خُضۡرٖ وَعَبۡقَرِيٍّ حِسَانٖ﴾ [الرحمن: 76]، حيث قرأها الجحدري وابن محيصن (متكئين على رفارف خضر وعباقريّ حسان).
- ما صح سنده ولم يشتهر: قوله تعالى: ﴿لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾ [التوبة: 128]، حيث قرأها أبو عمرو (أنفَسِكم) بفتح الفاء وكسر السين.
رابعاً: القراءة الشاذة
هي القراءة التي لم يصح سندها أو لا وجه لها في العربية أو خالفت الرسم.
مثاله: قوله تعالى: ﴿فَٱلۡيَوۡمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنۡ خَلۡفَكَ ءَايَةٗۚ﴾ [يونس: 92]، حيث نُقل عن ابن السميفع وأبي السمال قراءتها (ننحيك) بالحاء.
خامساً: القراءة الموضوعة
هي القراءة التي نسبت إلى قائلها من غير أصل أو سند.
مثاله: قوله تعالى: ﴿إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ﴾ [فاطر: 28]، نسبت افتراءً على أبي حنيفة برفع لفظ الجلالة (اللهُ) ونصب العلماء (العلماءَ).
سادساً: القراءة المدرجة
وهي الكلمة أو العبارة التي زيدت في الآي القرءاني على وجه التفسير.
مثاله: قوله تعالى: ﴿وَلَهُۥٓ أَخٌ أَوۡ أُخۡتٞ فَلِكُلِّ وَٰحِدٖ مِّنۡهُمَا ٱلسُّدُسُۚ﴾ [النساء: 12]، حيث قرأها سعد بن ابي وقاص: (وله أخ أو اخت من أم) بزيادة لفظ (من أم)، وهذا النوع لا يعتبر قرآناً يتلى وإنما هو تفسير كما نص عليه جل العلماء.
اقسام القراءات من جهة القبول
وضع علماء القراءات ضوابط لقبول القراءات وردها، وهي أركان القراءة الصحية التالية:
- موافقة القراءة لوجه من وجوه النحو.
- موافقة القراءة للرسم العثماني ولو احتمالاً.
- صحة السند.
قال الإمامُ ابن الجزريِّ في طيِّبةِ النشر:
فَكُلُّ مَا وَافَقَ وَجْهَ نَحْـوِ … وَكَانَ لِلرَّسْمِ احْتِمَالاً يَحْوِي
وَصَحَّ إسْنادًا هُوَ الْقُـرآنُ … فَهَـــذِهِ الثَّلاثَـــــةُ الأَرْكَانُ
وحَيثُما يَخْتَلَّ رُكْنٌ أَثْبِتِ … شُذُوذَهُ لَوْ أنَّهُ فِي السَّبعَة
وقال الإمام بن الجزري في كتابه النشر:
“كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً، وصح سندها، فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها، بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووجب على الناس قبولها، سواء كانت، عن الأئمة السبعة، أم عن العشرة أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين، ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة، سواء كانت عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم”.
وبهذا تكون كل قراءة صح سندها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت موافقة للغة العربية ورسم أحد المصاحف العثمانية قراءة مقبولة ولو كانت غير متواترة. وعليه تنقسم القراءات من جهة القبول إلى:
قراءة مقبولة
هي التي اجتمعت فيها أركان القراءة الصحيحة وتنقسم إلى:
- القراءة المتواترة.
- القراءة المشهورة.
قراءة مردودة
هي التي لم تجتمع فيها أركان القراءة الصحيحة أي القراءة التي وافقت الرسم وخالفت العربية، أو التي خالفت الرسم ووافقت العربية أو التي لا سند لها أو لم يصح سندها. وهذا يشمل الأقسام التالية:
- قراءة الآحاد.
- القراءة الشاذة.
- القراءة الموضوعة.
- القراءة المدرجة.
تنبيه: اختلف العلماء في أقسام القراءات ومصطلحاتها وأحكامها، ولقد ذكرنا الراجح لدينا والله أعلم.