صفات وأزمنة الحروف

صفات الحرف

الصفات جمع صفة، والصفة لغةً: ما قام بالشيء من المعاني كالسواد والبياض، واصطلاحًا: كيفية تثبت للحرف عند النطق به فتميزه عن غيره من الأحرف.

فائدة معرفة الصفات

  1. تمييز الحرف المشترك في المخرج.
  2. إعطاء الحرف حقه ومستحقه من الصفـات.
  3. معرفة الحروف القوية والحروف الضعيفة.
  4. تحسين النطق بالحروف المختلفة في المخارج.

عدد الصفات

اختلف العلماء في عدد الصفات، فذهب الجمهور إلى أنها سبعة عشر صفة وهي المذكورة في المقدمة الجزرية، وأنقصها بعضهم إلى أربعة عشر صفة، وزادها بعضهم إلى ما فوق الأربعين.

قال عثمان مراد في السلسبيل الشافي:

صفـــاتُ أحــــرفِ الهِجا سَبْعَ عَشَرْ … مِنهـــنَّ خَمْــــسٌ ضِدَّ خَمْسٍ تُشْتَهَرْ

فائدة: عدد الصفات عند احتساب صفة التوسط هو 18 صفة.

العلاقة بين المخارج والصفات

درجة اعتماد الحرف المنطوق على عضوي النطق لدفع هواء الزفير باتجاه الحبلين الصوتيّين يؤثر على درجة اهتزاز الحبلين الصوتيّين نتيجة قوّة أو ضعف الاعتماد على المخرج، وعلى درجة الإعاقة للهواء الحامل للصوت بحسب طبيعة المخرج ودرجة انغلاقِه.​

  • فإذا كانت درجة اهتزاز الحبلين الصوتيّين قويّـة لقوّة الاعتماد على طرفيّ عضو النطق، قلت كمية الهواء المارة بينهما، وتكيَّـفت جميع جزيئاته بالصوت، وهذا هو الصوت المجهور.
  • وإذا كانت درجة اهتزاز الحبلين الصوتيّين ضعيفة لضعف اعتماد القارئ على طرفيّ عضو النطق، زادت كمية الهواء المارة بينهما، ولا تتكيَّـف جميع جزيئاته بالصوت، وهذا هو الصوت المهموس.
  • وإذا كان التصادم بين طرفي عضو النطق قوياً لدرجة كافية لانغلاقهما انغلاقاً تاماً، احتبس الصوت احتباساً تامّـاً، نتيجة لتعرض جزيئات الهواء الحاملة للصوت للإعاقة التامة، وهذا هو الصوت الشديد.​
  • وإذا كان التصادم بين طرفيّ عضو النطق ضعيفاً لدرجة أدّت لانغلاقهما انغلاقاً جزئيّاً، جرى الصوت جرياناً تامّـاً، نتيجة لتعرّض جزيئات الهواء الحاملة للصوت للإعاقة الجُزئيّة، وهذا هو الصوت الرِّخـو.​
  • وإذا تباعد طرفا عضو النطق مما جعل المسافة بينهما مفتوحة تماماً، جرى الصوت جرياناً تامّاً وامتدّ جريانه فى المخرج المُقدّر المتباعد الطرفين لعدم تعرُّض جُزيئات الهواء لأيّ نوع من الإعاقة، وهذا هو الصوت الرخو الممدود.
  • وإذا كان التصادم بين طرفيّ عضو النطق قويّاً لدرجة كافية لانغلاقهما، إلاّ أنّ هذا الانغلاق غير تام لوجود فتحة في المخرج يجري من خلالها الصوت، احتبس الصوت احتباساً غير تام لانحرافه فوراً عن البُقعة التي احتبس فيها ليجري جرياناً غير تام في بقعة أخرى حيث توجد الفتحة، وهذا هو الصوت المتوسط.

أقسام الصفات

تنقسم صفات الحروف إلى:

الصفات الذاتية

هي الصفات الملازمة لذات الحرف ولا تنفك عنه أبدًا وتنقسم إلى:

الصفات الضدية

قال ابن الجزري في الجزرية:

صِــفَاتُهَـا جَـهْـرٌ وَرِخْـــــوٌ مُسْتَـفِــلْ … مُنْفَـتِـــحٌ مُصْمَـتَـــةٌ وَالـضِّــــدَّ قُــــلْ

مَهْمُوسُهَـا (فَحَثَّـهُ شَخْـصٌ سَـكَـــتْ) … شَدِيْـدُهَــا لَفْــــظُ (أَجِـدْ قَـــطٍ بَـكَـــتْ)

وَبَيْـنَ رِخْـوٍ وَالشَّدِيــــدِ ( لِـنْ عُمَـرْ) … وَسَبْعُ عُلْوٍ (خُصَّ ضَغْـطٍ قِـظْ) حَصَـرْ

وَصَـادُ ضَـادٌ طَــاءُ ظَـــاءٌ مُطْبَـقَــهْ … وَ(فِـرَّ مِـنْ لُـبِّ) الحُـــــرُوفِ المُذْلَقَلـهْ

1. الاستعلاء وضده الاستفال

الاستعلاء

الاستعلاء لغةً: العلو، واصطلاحًا: ارتفاع أقصى اللسان إلى الحنك الأعلى عند النطق بالحرف؛ وحروفه هي: (خص ضغط قظ)، وتكون في حروفه المتحرك منها والساكن، وبعض هذه الحروف أقوى من بعض في هذه الصفة على قدر ما في الحرف من صفات القوة فالطاء أقواها يليها الصاد والضاد والظاء ثم يكون أقل عند القاف ثم يضعف عند الخاء والغين.

قال عثمان مراد في السلسبيل الشافي:

رَفْـعُ اللســــانِ بالحـــــروفِ استعلا

وقال ابن الجزري في الجزرية:

وَسَبْعُ عُلْوٍ (خُصَّ ضَغْـطٍ قِـظْ) حَصَـرْ

وقال السَّمنَّودي في لآلئ البيان:

وَ(خُصَّ ضَغْطٍ قظْ) للِاِسْتِعْـــــلَا اسْتَقَـــرْ

الاستفال

الاستفال لغةً: الانخفاض، واصطلاحًا: انخفاض أقصى اللسان عن الحنك الأعلى عند النطق بالحرف؛ وحروفه هي: باقي الحروف، وتكون في حروفه المتحرك منها والساكن.

قال عثمان مراد في السلسبيل الشافي:

رَفْـعُ اللســــانِ بالحـــــروفِ استعلا … وخَفْضُــــهُ بِهــا استِفــــالُ يُجــــــلَى

2. الإطباق وضده الانفتاح

الإطباق

الإطباق لغةً: الإلصاق، واصطلاحًا: إلصــاق طائفة من اللسان بالحنك الأعلى عند النطق بالحرف؛ وحروفه هي: (ص، ض، ط، ظ)، وتكون في حروفه المتحرك منها والساكن إلا أنها تظهر في الساكن أكثر من المتحرك وفي المشدد أظهر، وبعض هذه الحروف أقوى من بعض في هذه الصفة على قدر ما في الحرف من صفات القوة فالطاء أقواها يليها الضاد فالصاد فالظاء.

قال ابن الجزري في الجزرية:

وَصَـادُ ضَـادٌ طَــاءُ ظَـــــاءٌ مُطْبَـقَــهْ

وقال السَّمنَّودي في لآلئ البيان:

ورمز (طِبْ صِفْ ظُلْمَ ضِغْنٍ) مُطَبَقْة

الانفتاح

الانفتاح لغةً: الافتراق، واصطلاحًا: افتراق اللسان عن الحنك الأعلى عنــد النـطـق بالحـرف؛ وحروفه هي: باقي الحروف وتكون في حروفه المتحرك منها والساكن.

قال عثمان مراد في السلسبيل الشافي:

الاِطبــــاقُ إلصـــاقُ اللسانِ بالحَنَكْ … والاِنفتــاحُ فَتْــــــــحُ ما بَيْــــنَ الحَنَكْ

فائدة: كل حروف الإطباق حروف استعلاء والعكس غير صحيح، وكل حروف الاستفال حروف انفتاح والعكس غير صحيح.

3. الشدة وضده الرخاوة وبينهما التوسط

الشدة

الشدة لغةً: القوة، واصطلاحًا: حبس الصوت عند النطق بالحرف لقوة الاعتماد على المخرج؛ وحروفه هي: (أجد قط بكت)، وتكون في حروفه المتحرك منها والساكن إلا أنها في الساكن الموقوف عليه أظهر، وبعض هذه الحروف أقوى من بعض في هذه الصفة على قدر ما في الحرف من صفات القوة فالطاء أقوى من الدال وإن اشتركتا في صفة الجهر إلا أن الطاء تنفرد بالإطباق والاستعلاء وهكذا .

قال ابن الجزري في الجزرية:

شَدِيْـدُهَــا لَفْـظُ (أَجِـدْ قَـــطٍ بَـكَـــتْ)

قال ابن الجزري في الجزرية:

شَدِيْـدُهَــا لَفْـظُ (أَجِـدْ قَـــطٍ بَـكَـــتْ)

التوسط (البينية)

التوسط لغةً: الاعتدال، واصطلاحًا: جريان بعض الصوت وانحباس البعض عند النطق بالحرف؛ وحروفه هي: (لن عمر)، وتكون في حروفه المتحرك منها والساكن إلا أنها تظهر في الساكن أكثر من المتحرك، وفي الساكن الموقوف عليه أظهر.

قال ابن الجزري في الجزرية:

وَبَيْـنَ رِخْـوٍ وَالشَّدِيــــدِ (لِـنْ عُمَـرْ)

الرخاوة

الرخاوة لغةً: اللين، واصطلاحًا: جريان الصوت عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على المخرج؛ وحروفه هي: باقي الحروف، وتكون في حروفه المتحرك منها والساكن إلا أنها تظهر في الساكن أكثر من المتحرك وفي الساكن الموقوف عليه أظهر.

قال عثمان مراد في السلسبيل الشافي:

والرِخـــوُ جَـــرىُ الصوتِ والشِّدَةُ لا … والوَسْــــــطُ بيـــــنَ الحالَتَينِ حَصُلاَ

ولقد نبه السخاوي في نونيته على ضرورة تحقيق صفتي التوسط والرخاوة خاصة عند لفظ الحروف المتجانسة والمتقاربة للتمييز بينها قائلاً:

وَالْعَيْنُ وَالْحَـا مُظْهَــرٌ، وَالْغَيْـــنُ قُلْ … وَالْخَا، وَحَيْــثُ تَقَارَبَ الْحَرْفَانِ

كَالْعِهْنِ، أُفْرِغْ، لَا تُـزِغْ، يَخْتِـــمْ، وَلَا … تَخْشَى، وَسَبِّحْـــهُ، وَكَـالْإِحْسَانِ

فائدة: قياس أزمنة الحروف هو مقياس مرن يتناسب مع سرعة القراءة تحقيقًا وتدويرًا وحدرًا، ويتناسب زمن الحروف الساكنة مع جريان الصوت بها أو عدم جريانه بها أو عدم كمال جريانه؛ فضمن المرتبة الواحدة من مراتب التلاوة:

  • الحروف الرخوة الساكنة لها نفس زمن النطق، والحروف الشديدة الساكنة لها نفس زمن النطق، والحروف المتوسطة الساكنة لها نفس زمن النطق.
  • زمن النطق بحروف الرخاوة أطول من زمن النطق بحروف التوسط، وزمن النطق بحروف التوسط أطول من زمن النطق بحروف الشدة.

4. الهمس وضده الجهر

الهمس

الهمس: لغةً الخفاء، واصطلاحًا: جريان النفس عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على المخرج؛ وحروفه عشرة هي: (فحثه شخص سكت)، ويكون في حروفه المتحرك منها والساكن إلا أنها لا تظهر إلا في الساكن منها، وبعض هذه الحروف أقوى من بعض في هذه الصفة على قدر ما في الحرف من صفات القوة فأعلاها الصاد ويليها الخاء فالكاف والتاء وأضعف هذه الحروف هي الهاء والفاء والحاء والثاء إذا ليس فيها صفة قوة مطلقًا.

قال ابن الجزري في الجزرية:

مَهْمُوسُهَـا (فَحَثَّـهُ شَخْـصٌ سَـكَـتْ)

وقال السَّمنَّودي في لآلئ البيان:

فَالهْمــْسُ فِي (فَحَّثهُ شْخصٌ سَكَتْ)

الجهر

الجهر لغةً: الظهور والإعلان، واصطلاحًا: حبس النفس عند النطق بالحرف لقوة الاعتماد على المخرج؛ وحروفه هي: باقي الحروف، ويكون في حروفه المتحرك منها والساكن ولكنه في الساكن الموقوف عليه أظهر، وبعض هذه الحروف أقوى من بعض في هذه الصفة على قدر ما في الحرف من صفات القوة.

قال عثمان مراد في السلسبيل الشافي:

الهمـــسُ جَـــرْىُ نَفَــــسِ الحُــروفِ … والجَهْـــرُ حَبــــْسُ جَرْيــــهِ المَعْرُوفِ

نبه السخاوي في نونيته على ضرورة تخليص الحروف من بعضها إن تجاورا أو تكررا بحسن بيان صفاتهما وضرب مثلاً حرفي القاف والكاف فحذر من عدم تحقيق الجهر في القاف وعدم تحقيق الهمس في الكاف لئلا يختلط الحرفان لقرب مخرجهما قائلاً:
وَالْقَـافَ بَيِّـــــنْ جَهْـــــرَهَـا وَعُلُوَّهَـا … وَالْكَافَ خَلِّصْهَا بِحُسْــــنِ بَيَانِ
وإذا تكرّر راعه ك (الحق) قل … و (بشرككم) (كشطت) بقاف عيان
إِن لَمْ تُبَيِّن جَهْـــــرَ ذَاكَ وَهَمْــــسَ ذَا … فَهُمَا لِأَجْـــلِ الْقُـرْبِ يَخْتَلِطَانِ

وحذر من التساهل في تحقيق جهر الجيم لئلا يضعفها فتصبح ممزوجة بحرف الشين أو من جهر حرف الشين لئلا يصبح ممزوجاً بحرف الجيم قائلاً:
وَالْجِيمُ إِن ضَعُفَـــتْ أَتَتْ مَمْزُوجَــــةً … بِالشِّينِ، مِثْلَ الْجِيمِ فِي الْمَرْجَانِ
وَالْعِجْـلَ، وَاجْتَنِبُـــوا، وَأَخْـرَجَ شَطْـأَهُ … وَالرِّجْزُ مِثْلُ الرِّجْسِ فِي التِّبْيَانِ
وَالْفَجْـرِ، لَا تَجْهَــرْ كَذَاكَ، وَكَـاشْتَرَى

وأكد على ضرورة تحقيق صفات الجهر والهمس خاصةً إن التقى حرف مهموس بحرف مجهور وذلك للتفريق بينهما قائلاً:
وَإِذَا الْتَقَى الْمَهْمُوسُ بِالْمَجْهُورِ أَوْ … بِالْعَكْــسِ بَيِّنْــــهُ فَيَفْتَرِقَانِ

5. الإذلاق وضده الإصمات

الإذلاق

الإذلاق لغةً: حدة اللسان وبلاغته وطلاقته وقيل الطرف، واصطلاحًا: خفة الحرف وسرعة وسهولة النطق به لخروجه من ذلق اللسان أو الشفتين؛ وحروفه هي: (فر من لب).

قال ابن الجزري في الجزرية:

وَ(فِــرَّ مِــنْ لُــبِّ) الحُــرُوفِ المُذْلَقَــهْ

وقال السَّمنَّودي في لآلئ البيان:

وَلَفُـــظ (نَلْ بِرَّ فٍم) للْـــمُذْلَقْـــــة

الإصمات

الإصمات لغةً: المنع، واصطلاحًا: ثقل الحرف وعدم سرعة النطق به لخروجه بعيدًا عن ذلق اللسان والشفة (وهذا التعريف يتعارض مع الواو لخروجها من الشفتين ولكنها وصفت بالإصمات لأن فيها بعض الثقل حيث تخرج من الشفتين مع انفراج بينهما) وقيل أن الإصمات هو امتناع الإتيان بكلمة رباعية خماسية الأصل خالية من حروف الاذلاق؛ وحروفه هي: باقي الحروف.

قال عثمان مراد في السلسبيل الشافي:

الاِذلاقُ خِفَّــــةُ الحُــــروفِ وَضْعــــا … والاِنصِمــــاتُ ثُقلُهُـــــــــنَّ طَبْعـــــــا

تنبيه: لا يتـرتب على صفتي الإذلاق والإصمات أثر في النطـق.

الصفات التي لا ضد لها

هي صفات يتصف بها الحرف لا ضد لها وتنقسم إلى يلي:

  1. الصفير.
  2. القلقلة.
  3. اللين.
  4. الانحراف.
  5. التكرير.
  6. التفشي.
  7. الاستطالة.
  8. الغنة.
  9. الخفاء.

1. الصفير

الصفير لغةً: صوت يشبه صوت الطائر، واصطلاحًا: حدة في صوت الحرف تنشأ عن مروره من مجرى ضيق يشبه الصفير، وحروفه هي: (ص، ز، س)، قال مكي: “الصاد تشبه صوت الأَوَزِّ والزاي تشبه صوت النَّحل والسين تشبه صوت الجراد”، ويكون في حروفه المتحرك منها والساكن ولكنه في الساكن أظهر، وبعض هذه الحروف أقوى من بعض في هذه الصفة على قدر ما في الحرف من صفات القوة فأقواها الصاد يليها الزاي ثم السين.

قال عثمان مراد في السلسبيل الشافي:

أما الصفيــــرُ فَهْــــوَ صَـــوْتٌ زائِدُ … بَيْـــنَ الشفاهِ مَعْ حُــروفٍ يُوجَدُ

وقال ابن الجزري في الجزرية:

صَفِيـرُهَــا صَـــادٌ وَزَايٌ سِـيــــنُ

وقال السَّمنَّودي في لآلئ البيان:

وَ(الصَّــــاُد معْ سيٍــــن وَزَاٍي) صُفِّرَتْ

2. القلقة

القلقة لغةً: الاضطارب، واصطلاحًا: ارتجاج مخرج الحرف الساكن عند النطق به حتى يسمع له صوتًا عاليًا (نبرة قوية)؛ وحروفه هي: (قطب جد)، وبعض هذه الحروف أقوى من بعض في هذه الصفة على قدر ما في الحرف من صفات القوة فأقواها القاف وأوسطها الجيم وادناها باقي الحروف.

قال عثمان مراد في السلسبيل الشافي:

وصِفَـــــــةُ المُقَلْقَـــــلِ المتَّجِــهِ … هي اضطــرابُ الحَــرفِ في مَخْرجِهِ

وقال ابن الجزري في الجزرية:

قَلْقَـلَـــــةٌ (قُـطْـبُ جَــدٍّ)

تنبيهات: 

  • سبب القلقة هو انحباس الصوت (نتيجة صفة الشدة) وانحباس النفس (نتيجة صفة الجهر) مما يؤدي إلى عدم المقدرة على لفظ الحرف إلا بالقلقلة.
  • إذا أُدغم حرف من حروف القلقلة في مثله نحو: ﴿وَقَد دَّخَلُوا﴾ [المائدة: 61] أو جنسه نحو: ﴿أَحَطتُ﴾ [النمل: 22] فلا يقلقل.

قال الطيبي في المفيد في التجويد:

وَخَمْسَــةٌ تسْمَى: حُـــرُوفَ الْقَلْقَلَهْ … لكِوِنهَا- إنِ سَكَنَــــــتْ -مُقَلْقَلَهْ

يَجْمَعُهَــــــا: (قطْبُ جَدٍ) فَـــوَفِّ … بِهَا، وَبَالغِ مَعْ سُكُـونِ اْلَوْقــفِ

لَكِـــــنَّ مَا أُدْغِـــــمَ لَـــــنْ يقَلْقَلَا … لكِــونِه فِـــــي مَا يَلِيــــهِ دَخَلَا

مذاهب العلماء في كيفية أداء القلقلة

اختلف العلماء في كيفية أداء القلقلة على الأقوال التالية:

  • القول الأول: أنها مائلة إلى الفتح مطلقًا، قال السَّمنَّودي في تحفته: “قَلْقَلَةٌ (ُقطْبُ جدٍ) وُقِّرَبتْ: لفَِتْحِ مخْرَجٍ عَلَى الْأوَْلَٰى ثَبَتْ”.
  • القول الثاني: أنها مائلة إلى حركة الحرف الذي قبلها؛ فإن كان ما قبلها مفتوحًا كانت قريبة إلى الفتح، وإن كان ما قبلها مكسورًا كانت قريبة إلى الكسر، وإن كان ما قبلها مضمومًا كانت قريبة إلى الضم، قال السَّمنَّودي في لآلئ البيان: “قَلْقَلَـــــــةٌ (ُقطْبُ جدٍ) وُقِّرَبتْ لِلْفَتْـحِ وَالْأرْجَحُ: ما قْبُـل اقَتَفتْ”.
  • القول الثالث: أنها مائلة إلى حركة الحرف الذي بعدها لتتناسب الحركات؛ فإن كان ما بعدها مفتوحًا كانت قريبة إلى الفتح، وإن كان ما بعدها مكسورًا كانت قريبة إلى الكسر، وإن كان ما بعدها مضمومًا كانت قريبة إلى الضم.
  • القول الرابع: أن لها صوت مستقل دون أن يصاحبه شائبة حركة من الحركات الثلاث وهو القول الراجح لدينا.

مذاهب العلماء في مراتب القلقلة

اختلف العلماء في مراتب القلقلة على الأقوال التالية:

القول الأول: أن القلقلة صفة لازمة للأحرف الخمسة (قطب جد) في جميع أحوالها، لكنها لا تظهر إلا مع السكون إذ السكون يُظهِر صفات الحرف وهو القول الراجح، وعليه جعلوا مراتب القلقلة أربعة:

  • المرتبة الأولى (قلقلة كبرى أشد): المشدد الموقوف عليه نحو: ﴿وَتَبَّ﴾ [المسد: 1].
  • المرتبة الثانية (قلقلة كبرى): المخفف الموقوف عليه نحو: ﴿اْلحَطَبِ﴾ [المسد: 4].
  • المرتبة الثالثة (قلقلة صغرى): الساكن الموصول سواء كان في وسط الكلمة نحو: (الباء) في: ﴿حَبۡلٞ﴾ [المسد: 5] أو وسط الكلام نحو: (الدال) وصلاً في: ﴿يوُلَدْ وَلَمْ﴾ [الإخلاص: 3-4].
  • المرتبة الرابعة: المتحرك مطلقًا وفيه أصل القلقلة وهي حينئذ لا تكون ظاهرة.

القول الثاني: أن القلقلة لا تكون إلا في الساكن، وأن المتحرك ليس فيه أصل القلقلة، وعليه جعلوا مراتب القلقلة ثلاث:

  • المرتبة الأولى (قلقلة كبرى أشد): المشدد الموقوف عليه نحو: ﴿وَتَبَّ﴾ [المسد: 1].
  • المرتبة الثانية (قلقلة كبرى): المخفف الموقوف عليه نحو: ﴿اْلحَطَبِ﴾ [المسد: 4].
  • المرتبة الثالثة (قلقلة صغرى): الساكن الموصول سواء كان في وسط الكلمة نحو: (الباء) في: ﴿حَبۡلٞ﴾ [المسد: 5] أو وسط الكلام نحو: (الدال) وصلاً في: ﴿يوُلَدْ وَلَمْ﴾ [الإخلاص: 3-4].

قال السَّمنَّودي في لآلئ البيان:

كَبِيْـرةٌ حَيْثُ لــدَى الوَقْفِ أَتَتْ … أَكْبَـــرُ حَيْثُ عِنْـدَ وَقْفٍ شُــدِّدَتْ

القول الثالث:  أن مراتب القلقلة ثلاث، أقواها الساكن الموقوف عليه سواء كان الحرف مشددًا أو مخففًا، ثم الساكن الموصول، ثم المُحَرك، غير أنها تكون كاملة فى المرتبتين الأولتين، وناقصة فى المحرك الذى لا يوجد فيه إلا أصلها:

  • المرتبة الأولى (قلقة كبرى): الموقوف عليه سواء كان مخففًا نحو: ﴿اْلحَطَبِ﴾ [المسد: 4] أو مشددًا نحو: ﴿وَتَبَّ﴾ [المسد: 1].
  • المرتبة الثانية (قلقلة صغرى): الساكن الموصول سواء كان في وسط الكلمة نحو: (الباء) في: ﴿حَبۡلٞ﴾ [المسد: 5] أو وسط الكلام نحو: (الدال) وصلاً في: ﴿يوُلَدْ وَلَمْ﴾ [الإخلاص: 3-4]. 
  • المرتبة الثالثة (قلقة ناقصة): المحرك نحو: (الطاء) في: ﴿اْلحَطَبِ﴾ [المسد: 4].

القول الرابع: أن القلقلة لا تكون إلا في الساكن، وأن المتحرك ليس فيه أصل القلقلة كالقول الثاني إلا أنه لم يفرق في هذا القول بين الحرف المشدد وغير المشدد الموقوف عليه على اعتبار أن القلقة تكون للثاني لأن الأول مدغم يخرج بتصادم عضوي النطق وعليه فلا أثر للتشديد على وضوح قلقة المشدد، وعليه جعلوا مراتب القلقلة اثنان:

  • المرتبة الأولى (قلقة كبرى): الموقوف عليه سواء كان مخففًا نحو: ﴿اْلحَطَبِ﴾ [المسد: 4] أو مشددًا نحو: ﴿وَتَبَّ﴾ [المسد: 1].
  • المرتبة الثانية (قلقلة صغرى): الساكن الموصول سواء كان في وسط الكلمة نحو: (الباء) في: ﴿حَبۡلٞ﴾ [المسد: 5] أو وسط الكلام نحو: (الدال) وصلاً في: ﴿يوُلَدْ وَلَمْ﴾ [الإخلاص: 3-4]. 

قال ابن الجزري في الجزرية:

وَبَـيِّـنَـنْ مُـقَـلْـقَـلاً إِنْ سَـكَنَـا … وَإِنْ يَكُـنْ فِـي الْوَقْـفِ كَــانَ أَبْيَـنَـا

3. اللين

اللين لغةً: السهولة، واصطلاحًا: خروج الحرف من مخرجه بسهولة ويسر على اللسان؛ وحروفه هي: (الواو الساكنة المفتوح ما قبلها، الياء الساكنة المفتوح ما قبلها).

قال عثمان مراد في السلسبيل الشافي:

والليــــنُ أَنْ تُخْـــــرِجَ بالسهولَــةِ … حَرْفَيْـــــنِ دونَ شِـــــــدَّةٍ وكُلْفَــــــةِ

وقال ابن الجزري في الجزرية:

وَالـلِّـيـنُ وَاوٌ وَيَــــاءٌ سَـكَـنَـــا وَانْـفَـتَـحَــا قَبْلَهُــــمَـا

فائدة: زاد بعض العلماء لحروف اللين الألف لأنها لا تكون إلا ساكنة ولا يكون قبلها إلا مفتوحاً.

4. الانحراف

الانحراف لغةً: الميل عن الشيء، واصطلاحًا: انحراف الصوت عن مساره لاعتراض اللسان طريقه؛ وحروفه هي: (ل، ر)، ينحرف صوت اللام إلى جانبي طرف اللسان لاعتراض الطرف طريق اللام، وينحرف صوت الراء من جانبي طرف اللسان إلى وسطه.

قال عثمان مراد في السلسبيل الشافي:

وأمَّا الاِنحــــرافُ قُــلْ في حَـــــدِّهِ … معناهُ مَيـــلُ الحَــرفِ عَنْ مَخْرَجِهِ

وقال ابن الجزري في الجزرية:

وَالانْـحِـرَافُ صُـحَّـحَـا فِـي اللاَّمِ وَالـرَّا

وقال السَّمنَّودي في لآلئ البيان:

وَ (الــلُّام وَالـرَّا) انْحَرَفَا وَكُـــرِّرَتْ

5. التكرير

التكرير لغةً: الإعادة، واصطلاحًا: ارتعاد رأس اللسان عند النطق بالحرف نتيجة ضيق مخرجه؛ وحرفه هو: (ر).

قال عثمان مراد في السلسبيل الشافي:

وعَـــــرِّفِ التكرِيـــــــرَ بارتِعــــــادِ … رأسِ اللســــانِ تَحْــــــظَ بالمُــــــرادِ

وقال ابن الجزري في الجزرية:

وَالـرَّا وَبِتَكْرِيـرٍ جُـعِـلْ

وقال السَّمنَّودي في لآلئ البيان:

وَ (الــــلُّام وَالــرَّا) انْحَرَفَا وَكُـــرِّرَتْ

تنبيهات: 

  1. نتعلم صفة التكرير لنتجنب المبالغة فيها، لا لإعدامها بالكلية.
  2. الصحيح في التكرير أن يرتعد رأس اللسان ارتعادة واحدة خفيفة. 
  3.  يجب اخفاء تكرير الراء وعدم المبالغة فيها لاسيما عند النطق بالراء المشددة وذلك بإلصاق ظهر اللسان بأعلى الحنك بحيث لا يرتعد رأس اللسان كثيرًا. 
 

6. التفشي

التفشي لغةً: الانتشار والاتساع، واصطلاحًا: انتشار صوت الشين من مخرجه حتى يصتدم بالصفحة الداخلية للأسنان العليا والسفلى؛ وحرفه هو: (ش).

قال عثمان مراد في السلسبيل الشافي:

وإِنْ تَشَــأْ معنى التَفَشِّـي فاعلَمِ … هوَ انتشـارُ الريـــحِ داخــلَ الفَمِ

وقال ابن الجزري في الجزرية:

وَللتَّفَشِّـي الشِّـيْـنُ

7. الاستطالة

الاستطالة لغةً: الامتداد، واصطلاحًا: امتداد صوت الضاد من مخرجها من أول حافة اللسان إلى أخره، وفيه يندفع اللسان من مؤخرة الفم إلى مقدمته حتى يلامس رأس اللسان أصول الثنايا العليا؛ وحرفه هو: (ض).

قال عثمان مراد في السلسبيل الشافي:

والاِستِطالـــــــةْ إِنْ أَردتَّ حــــدَّها … هِيَ امتِــدادُ الضــادِ في مَخْرَجِها

وقال ابن الجزري في الجزرية:

وَالـضَّــادَ بِسْتِـطَـالَـةٍ وَمَـخْـــرَجِ … مَيِّـــزْ مِـنَ الـظَّـاءِ وَكُلُّـهَـا تَـجِـي

فائدة: الاستطالة هي جريان الصوت في مخرج الحرف بقدر طوله دون أن يتجاوز المخرج، أما المد فهو جريان الصوت في ذات الحرف حتى ينقطع الصوت بانقطاع الهواء.

8. الغنة

الغنة لغةً: صوت له رنين في الخيشوم، واصطلاحًا: صوت أغن يخرج من الخيشوم ملازم لحرفي النون والميم.

مراتب الغنن

اختلف العلماء في مراتب الغنن على الأقوال التالية:

القول الأول: أن للغنة خمـسة مراتب:

  1. المرتبة الأولى: النون والميم المشددتين نحو: ﴿إِنَّ﴾ [البقرة: 6] و ﴿فّلّمَّآ﴾ [البقرة: 17]، والادغام الكامل بغنة نحو: ﴿حِطَّةٞ نَّغۡفِرۡ﴾ [البقرة: 58] و ﴿مِن مَّالٍ [المؤمنون: 55]، والميم في الميم نحو: ﴿لّكُم مَّا﴾ [البقرة: 29]، والباء في الميم في: ﴿اْرْكّب مَّعَنَا﴾ [هود: 42]، واللام الشمسية في النون نحو: ﴿النًاس [الناس: 1].
  2. المرتبة الثانية: الادغام الناقص بغنة نحو: ﴿مَن يَقُولُ﴾ [البقرة: 8] و ﴿ظُلُمَٰتٞ وَرَعۡدٞ﴾ [البقرة: 19].
  3. المرتبة الثالثة: الإخفاء الحقيقي نحو: ﴿أُنزِلَ﴾ [البقرة: 4]، والإخفاء الشفوي نحو: ﴿فَكُنتُم بِهَا﴾ [المؤمنون: 105]، والإقلاب نحو: ﴿مِنۢ بَعۡدِ﴾ [البقرة: 27].
  4. المرتبة الرابعة: النون والميم المظهرتين نحو: ﴿أنْعَمْتَ﴾ و ﴿عَلَيْهِم﴾ [الفاتحة: 7].
  5. المرتبة الخامسة: النون والميم المتحركتين نحو: ﴿كَانُواْ﴾ و ﴿وَمَا﴾ [البقرة: 16].
توضيح القول: الغنة لا تظهر إلا في المشدد والمدغم والمخفى حيث تبلغ درجة الكمال فيهم، أما في حالتي الساكن والمتحرك فالثابت فيها أصلها لا كمالها، واستدلوا على ثبوت أصل الغنة فى الساكن والمتحرك بتعذر النطق بالنون والميم المظهرتين والمتحركتين إذا انسد مخرج الغنة.

القول الثاني: أن للغنة ست مراتب: 

  • المرتبة الأولى:  المُشدد المتصل نحو: ﴿إِنَّ [البقرة: 6] و ﴿فّلّمَّآ [البقرة: 17].
  • المرتبة الثانية: المُشدد المنفصل نحو: ﴿حِطَّةٞ نَّغۡفِرۡ [البقرة: 58] .
  • المرتبة الثالثة: المُدغم الناقص  نحو: ﴿مَن يَقُولُ [البقرة: 8] و ﴿ظُلُمَٰتٞ وَرَعۡدٞ [البقرة: 19].
  • المرتبة الرابعة: المُخفى نحو: ﴿أُنزِلَ [البقرة: 4] و ﴿فَكُنتُم بِهَا [المؤمنون: 105] و ﴿مِنۢ بَعۡدِ [البقرة: 27].
  • المرتبة الخامسةالمُظهر نحو: ﴿أنْعَمْتَ و ﴿عَلَيْهِم [الفاتحة: 7].
  • المرتبة الخامسة: المُتحرك نحو: ﴿كَانُواْ و ﴿وَمَا [البقرة: 16].
توضيح القول: وافق القول الأول إلا أنه فرق بين المتصل والمنفصل من المشدد على اعتبار أن المتصل تشديده ثابت أما المنفصل فتشديده عارض كونه لا يكون إلا باجتماع الكلمتين، ومع كون تشديد المنفصل عارضًا إلا أنه أكمل من حيث الغنة من المدغم الناقص ومن المخفى ومن المظهر ومن المتحرك.

القول الثالث: أن للغنة ثلاث مراتب:

  • المرتبة الأولى: المُشدد نحو: ﴿إِنَّ [البقرة: 6] و ﴿فّلّمَّآ [البقرة: 17] و ﴿حِطَّةٞ نَّغۡفِرۡ [البقرة: 58].
  • المرتبة الثانية: المُدغم نحو: ﴿مَن يَقُولُ [البقرة: 8] و ﴿ظُلُمَٰتٞ وَرَعۡدٞ [البقرة: 19].
  • المرتبة الثالثة: المُخفى  نحو: ﴿أُنزِلَ [البقرة: 4] و ﴿فَكُنتُم بِهَا [المؤمنون: 105] و ﴿مِنۢ بَعۡدِ [البقرة: 27].
توضيح القول:  اعتبر بكمال الغنة (أى ما تكون كاملة فيه لا مجرد أصلها)، والغنة لا تكون كاملة إلا فى المشدد والمدغم والمخفى وأما الموجود منها فى المظهر والمتحرك فهو ضعيف فجُعل كأن لم يكن.

القول الرابع: أن للغنة أربع مراتب: 

  • المرتبة الأولى (أكمل ما تكون): المُشدد نحو: ﴿إِنَّ [البقرة: 6] والمُدغم نحو: ﴿حِطَّةٞ نَّغۡفِرۡ [البقرة: 58] و  ﴿مَن يَقُولُ [البقرة: 8] .
  • المرتبة الثانية (كاملة): المُخفى  نحو: ﴿أُنزِلَ [البقرة: 4] و ﴿فَكُنتُم بِهَا [المؤمنون: 105] و ﴿مِنۢ بَعۡدِ [البقرة: 27].
  • المرتبة الثالثة (ناقصة):  المُظهر  نحو: ﴿أنْعَمْتَ و ﴿عَلَيْهِم [الفاتحة: 7].
  • المرتبة الرابعة (أنقص ما تكون): المُتحرك نحو: ﴿كَانُواْ و ﴿وَمَا [البقرة: 16].
توضيح:  اعتبر بكمال الغنة (أى ما تكون كاملة فيه لا مجرد أصلها)، والغنة لا تكون كاملة إلا فى المشدد والمدغم والمخفى وأما الموجود منها فى المظهر والمتحرك فهو ضعيف فجُعل كأن لم يكن.

القول الراجح: أن للغنة خمسة مراتب من حيث القوة كالقول الأول، وان لها أربع مراتب من حيث الزمن كالقول الرابع ويبقى هذا التناسب في أزمنة الغنن مهما كانت سرعة القراءة.

تنبيهات: 

  • خلاف العلماء يدور حول المشدد والمدغم من جهة ومن جهة أخرى الساكن والمتحرك.
  • ابد من تصحيح مفهوم (غنة بمقدار حرتين)، فزمن الغنة يختلف باختلاف مرتبتها وعليه لا يمكن قياس زمنها بوحدة الحركة كالمدود، فالحركة ثابتة بخلاف الغنة، فزمن الغنة يتناسب مع مرتبتها ضمن مرتبة التلاوة الواحدة وهذا يؤخذ بالتلقي والمشافهة.

قال السَّمنَّودي في لآلىء البيان:

وَغُـــنَّ فِـــي (نُــونٍ وَمِيـــمٍ) بَادِيَـــا … إِنْ شُـــدِّدا فَأُدْغِمَــــــا فَأُخْفِيَــــا

فَأُظْـــهِــرا فَـــحُـــرِّكا وَقُـــــــدِّرَتْ … بِألِـــفٍ لا فِيهِمَــا كَمَـــا ثَبَـــــتْ

خَمْــــسُ مَـــرَاتِبٍ بِهَا وَاسْتَطِــــــلا

وقال عثمان مراد في السلسبيل الشافي:

وغُنَّـــــةٌ صَــــوْتٌ لَذيــذٌ رُكِّبا … في النُّــونِ والمِيــــمِ عَلَــي مَراتِبا

مُشــــدَّدانِ ثُــــــمَّ مُدْغَمَــــانِ … ومُخْفَيــــانِ ثُــــــــــمَّ مُظْهَــــرانِ

كَامِلـــةٌ لـــدَي الثلاثَـــةِ الأُوَلْ … ناقِصَـــةٌ في الرَّابــعِ الذي فَضَــلْ

وفَخِّــــــمِ الغُنَّــــة إِنْ تَلاهـــا … حُــــرُوفُ الاِستِعـــلاءِ لا سِـــواها

9. الخفاء

الخفاء لغةً: الاستتار، واصطلاحًا: استتار صوت الحرف عند النطق به؛ وحروفه هي حروف المد الثلاثة والهاء ويجمعها كلمة: (هاوي)، فأما خفاء حروف المد فلِسَعَة مخرجها وأما خفاء الهاء فلأن صفاتها كلها ضعيفة ومن أجل هذا قويت بالصلة.

قال عثمان مراد في السلسبيل الشافي:

وَ(الَهاءُ مَعْ حُـرُوفِ مَـدٍّ) للْخَفا … َنحُـو (كْــي وَلْــو) بِلِيــنٍ وُصِفَا

وقال السخاوي في نونيته:

وَالْهَـاءُ تَخْفَى؛ فَاجْـلُ فِي إِظْهَارِهَــا … فِي نَحْوِ: مِنْ هَادٍ، وَفِي بُهْتَانِ

وَجِبَاهُهُـــمْ بَيِّـــــنْ، وُجُوهُهُــمُ بِــلَا … ثِقَـلٍ تَزِيدُ بِــــــهِ عَلَى التِّبْيَانِ

الصفات العرضية

هي الصفات التي يتصف بها الحرف أحيانًا وتفارقه أحيانًا أخرى وتشمل ما يلي: (الإدغام، الإظهار، الإقلاب، الإخفاء، الإمالة، الحذف، الإثبات، التحريك، السكون، السكت، المد، القصر، التفخيم، الترقيق، التسهيل).

قال السَّمنَّودي في لآلئ البيان:

إظِْهَـــارٌ ادْغَـــامٌ وَقَلْـــبٌ وكَذَا … إخِْفَا وَتَفْخِـــيمٌ وَرِقٌّ أُخِـــــذَا
وَالْمَدُّ وَالْقَْصُر مَعَ التَّحَرُّكِ : … وَأَيضًا السُّكُونُ وَالسَّكْتُ حُكِي

حكم الالتزام بالصفات

  • صفات تغييرها يخرج الحرف عن حيزه: الالتزام بها واجب، والاخلال بها حرام.
  • صفات تزيينية تحسينية: الالتزام بها واجب، والاخلال بها حرام إذا كانت على سبيل التلقي والمشافهة؛ أما إن كانت على سبيل التلاوة المعتادة، فمعيب في حق المتقن العالم بالأحكام، ولا شيء على عامة المسلمين.

الصفات من حيث القوة والضعف

تنقسم الصفات من حيث القوة والضعف إلى ما يلي:

  • الصفات القوية: تعتبر الصفات التالية صفات قوية لقوة اعتمادها على المخرج: الاستعلاء، والإطباق، والجهر، والشدة، والصفير، والقلقلة، والانحراف، والتكرير، والتفشي، والاستطالة، والغنة.
  • الصفات الضعيفة: تعتبر الصفات التالية صفات ضعيفة لضعف اعتمادها على المخرج: الهمس، والرخاوة، والاستفال، والانفتاح، واللين، والخفاء.
  • الصفات المتوسطة: لا توصف الصفات التالية بالقوة او بالضعف: التوسط، والإذلاق، والإصمات.

قال السَّمنَّودي في لآلىء البيان:

ضَعِيفُهَا هَمْسٌ وَرِخْوٌ وَخَفَا … لِيـــنُ انْفِتَــاحٌ وَاسْتِفَالٌ عُرِفَا

وَمَا سِوَاهَا وَصْفُــهُ بِالقُــوَّةِ … لا الذَّلْقِ وَالإصْمَاتِ وَالبَيْنِيَّةِ

الحروف من حيث القوة والضعف

تنقسم الحروف من حيث القوة والضعف إلى ما يلي:

  • الحروف القوية جدًا: هي الحروف التي صفاتُها كلها قوية، وهذا موجود في حرف الطاء فقط.
  • الحروف القوية: هي الحروف التي تكون فيها صفات القوة أكثر من صفات الضعف، وهي الباء، والجيم، والدال، والراء، والصاد، والضاد، والظاء، والقاف.
  • الحروف المتوسطة: هي الحروف التي تساوت فيها صفات القوة وصفات الضعف، وهي: الهمزة، واللام، والغين، والنون، والميم.
  • الحروف الضعيفة: هي الحروف التي تكون فيها صفات الضعف أكثر من صِفات القوَّة، وهي مجوعة في: (شيخ ذو عز سكت).
  • الحروف الضعيفة جدًا: هي الحروف التي صفاتُها كلها ضعيفة وهي: الفاء، والحاء، والثاء، والهاء، وحروف المدِّ الثلاثة؛ ويعد الهاء الأضعف.

قال السَّمنَّودي في لآلىء البيان:

أقَــوِىُّ أَحْــرُفِ الهِجَــاءِ ضَـــادُ … بَا قَافُ جِيـمٌ دَالُ ظَا رَا صَادُ

وَالطَّــاءُ أَقْــوَى وَالضَّعِيفُ سِينُ … ذَالٌ وَزاىٌ تَا وَعَيْــــنٌ شِيــنُ

كَذَاكَ حَــرْفَا اللِّيــنِ خَــاءٌ كَافُهَا … وَالمَــــدُّ مَعْ (فَحَثَّهُ) أَضْعَفُهَا

وَالوَسْطُ هَمْــزٌ غَيْنُ مَعْ لامٍ أَتَتْ … وَالمِيمِ وَالنُّونِ فَخَمْسًا قُسِّمَتْ

الحرفلها ضدليس لها ضدصفات القوةصفات الضعفقوة الحرف
1234567
ءجهرشدةاستفالانفتاحإصمات22متوسط
بجهرشدةاستفالانفتاحإذلاققلقلة32قوي
تهمسشدةاستفالانفتاحإصمات13ضعيف
ثهمسرخاوةاستفالانفتاحإصمات04ضعيف
ججهرشدةاستفالانفتاحإصماتقلقلة32قوي
حهمسرخاوةاستفالانفتاحإصمات04ضعيف
خهمسرخاوةاستعلاءانفتاحإصمات13ضعيف
دجهرشدةاستفالانفتاحإصماتقلقلة32قوي
ذجهررخاوةاستفالانفتاحإصمات13ضعيف
رجهرتوسطاستفالانفتاحإذلاقانحرافتكرار32قوي
زجهررخاوةاستفالانفتاحإصماتصفير23ضعيف
سهمسرخاوةاستفالانفتاحإصماتصفير14ضعيف
شهمسرخاوةاستفالانفتاحإصماتتفشي14ضعيف
صهمسرخاوةاستعلاءاطباقإصماتصفير32قوي
ضجهررخاوةاستعلاءاطباقإصماتاستطالة41قوي
طجهرشدةاستعلاءاطباقإصماتقلقلة50قوي
ظجهررخاوةاستعلاءاطباقإصمات31قوي
عجهرتوسطاستفالانفتاحإصمات12ضعيف
غجهررخاوةاستعلاءانفتاحإصمات22متوسط
فهمسرخاوةاستفالانفتاحإذلاق04ضعيف
قجهرشدةاستعلاءانفتاحإصماتقلقلة41قوي
كهمسشدةاستفالانفتاحإصمات13ضعيف
لجهرتوسطاستفالانفتاحإذلاقانحراف22متوسط
مجهرتوسطاستفالانفتاحإذلاقغنة22متوسط
نجهرتوسطاستفالانفتاحإذلاقغنة22متوسط
هـهمسرخاوةاستفالانفتاحإصماتخفاء05ضعيف
وجهررخاوةاستفالانفتاحإصمات13ضعيف
يجهررخاوةاستفالانفتاحإصمات13ضعيف
المدجهررخاوةاستفالانفتاحإصماتخفاء14ضعيف
اللينجهررخاوةاستفالانفتاحإصماتلين14ضعيف