التفخيم والترقيق

التفخيم

التفخيم لغةً هو التسمين والتغليظ، واصطلاحًا هو حالة من القوة والسمنة تلحق الحرف عند النطق به فيمتلئ الفم بصداه، والتفخيم والتغليظ والتسمين ألفاظ مترادفة بمعنى واحد.

الترقيق

الترقيق لغةً هو التنحيف، واصطلاحًا هو حالة من الرقة والنحافة تلحق الحرف عند النطق به فلا يمتلئ الفم بصداه.

أقسام التفخيم والترقيق

تنقسم الحروف الهجائية من حيث التفخيم والترقيق إلى:

  1. ما يفخم في جميع الأحوال.
  2. ما يرقق في جميع الأحوال.
  3. ما يفخم تارة ويرقق تارة.

ما يفخم في جميع الأحوال

تفخم حروف الاستعلاء (خص ضغط قظ) في جميع الأحوال، ولا يُستثنَى منها شيء سواء جاورت حرفًا مستفلاً أم لا.

وتتفاوت درجة تفخيم حروفها بحسب ما تتصف به من صفات القوة، فأشدها تفخيمًا حروف الإطباق: (الطاء ثم الضاد ثم الصاد ثم الظاء)، ويلي حروف الإطباق باقي حروف الاستعلاء: (القاف ثم الغين ثم الخاء).

ويجب الحذر من ترقيق حروف الاستعلاء إن جاورت حروف مرققة، فترقيقها عندئذٍ يُعد لحنًا يسمى (لحن بالمجاورة) قد يخرج الحرف عن حيزه نحو: ترقيق (الصاد) لتصبح (سينًا) في قوله تعالى: ﴿كَصَاحِبِ﴾ [القلم: 48]، وقد لا يخرج الحرف عن حيزه نحو: ترقيق (الغين) في قوله تعالى: ﴿ٱبۡتِغَآءَ﴾ [البقرة: 207].

قال ابن الجزري في الجزرية:

وَحَـرْفَ الاسْتِعْـلاَءِ فَخِّـمْ وَاخْصُصَـا …لاطْبَـاقَ أَقْـوَى نَحْـوَ قَـالَ وَالْعَـصَـا

وقال السَّمنَّودي في لآلئ البيان:

حُـــرُوفَ الاِسْتفَــــالِ حَتْمًــا رَقِّـــــقِ … وَالْعْلَـو فَخِّـمْ سِيَّمَا فِـي الْمُطْبَــقِ

أَعْلَاهُ فِـــــي كَ :طَائِــــــفٌ فَصَلَّــى … فَقُــرْبَـــــةٌ فــلَا تــــزِغْ فظِــــــلَّا

ما يرقق في جميع الأحوال

ترقق حروف الاستفال في جميع الأحوال، ولا يجوز تفخيم شيء منها باستثناء: (الألف، واللام في لفظ الجلالة، والراء) حيث أنها تفخم تارة وترقق تارة أخرى كما سيتم تفصيله.

ويجب الحذر من تفخيم حروف الاستفال إن جاورت حروف الاستعلاء، فتفخيمها عندئذٍ يُعد لحنًا يسمى (لحن بالمجاورة) قد يخرج الحرف عن حيزه نحو: تفخيم (السين) لتصبح (صادًا) في قوله تعالى: ﴿ٱلۡمُسۡتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: 6]، وقد لا يخرج الحرف عن حيزه نحو: تفخيم (الباء) في قوله تعالى: ﴿وَبَطَلَ﴾ [الأعراف: 118].

قال ابن الجزري في الجزرية:

فَرَقِّـقَـــنْ مُسْتَـفِــلاً مِـنْ أَحْــرُفِ … وَحَــاذِرَنْ تَفْخِـيــمَ لَـفْJـــظِ الأَلِــفِ

كَهَـمْــزِ أَلْحَـمْــدُ أَعُـــوذُ إِهْـدِنَـــا … ألـلَّــــــهُ ثُــــــــمَّ لاَمِ لِـلَّــــــهِ لَــــنَــــا

وَلْيَتَلَطَّـفْ وَعَلَـى الـلَّهِ وَلاَ الـضْ … وَالْمِيـمِ مِــنْ مَخْمَصَـةٍ وَمِـنْ مَـرَضْ

وَبَـــاءِ بَــرْقٍ بَـاطِــلٍ بِـهِـمْ بِـذِي

وقال ابن الجزري:

وَخَلِّــصِ انْفِتَــاحَ مَـحْــذُورًا عَـسَـى … خَـوْفَ اشْتِبَاهِـهِ بِمَحْظُـورًا عَـصَـى

وقال السَّمنَّودي في لآلئ البيان:

حُـــرُوفَ الاِسْتفَــــالِ حَتْمًــا رَقِّـــــقِـ

ما يفخم تارة ويرقق تارة

1. الألف

تتبع الألف في التفخيم والترقيق الحرف الذي قبلها:

  • تفخم: بعد الحرف المفخم نحو: ﴿صَٰلِحٗا﴾ [البقرة: 62]، وبعد اللام المغلظة في لفظ الجلالة نحو: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ﴾ [البقرة: 20]، وبعد الراء المفخمة نحو: ﴿رَّابِيٗا﴾ [الرعد: 17].
  • ترقق: بعد الحرف المرقق نحو: ﴿بَٰخِعٞ﴾ [الكهف: 6]، وبعد اللام المرققة في لفظ الجلالة نحو: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ﴾ [النمل: 30]، وبعد الراء المرققة بسبب الإمالة ولم ترد عند حفص إلا في: ﴿مَجۡرٜىٰهَا﴾ [هود: 41].

قال الطيبي في المفيد في التجويد:

وَمَا عَــدَا أَحْــــــرُفَ اِلاْستعِــــلَاءِ … وَلَامَ للـــــهِ وَحَـــــرفَ الـــــرَّاءِ

فَرِّققَنْــــــــهُ مُطْلَقًا، إلِّا الْألَــــــفْ … فَاحْكُمْ لهَاَ بمِا تَلَتْ، كَمَا وُصِـفْ

فَفَخِّمَنهْــــا بَعْــــــدَ مَا قَــــدْ فُخِّمَا … وَبَعْــــــدَ مَا رقُّــقَ رقَّـــقْ فَاْعَلمَا

وقال السَّمنَّودي في لآلئ البيان:

وتتبع الألفْ … ما قبلها والعكسُ في الغَنّ أُلِفْ

2. اللام في لفظ الجلالة

اللام الواردة في القرآن الكريم إما ساكنة وإما متحركة؛ فاللام الساكنة يدور الحكم فيها بين الإظهار والإدغام، وأما اللام المتحركة فالحكم فيها دائر بين التفخيم والترقيق. والأصل في اللام الترقيق لأنها من حروف الاستفال، ويستثنى من ذلك اللام في لفظ الجلالة فهي تعتمد في التفخيم والترقيق على حركة الحرف الذي سبقها:

  • تفخم (تغلظ): اللام في لفظ الجلالة إذا جاءت بعد فتح نحو: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ﴾ [البقرة: 20] أو ضم نحو: ﴿رَسُولُ ٱللَّهِ﴾ [النساء: 171].
  • ترقق: إذا جاءت بعد كسر أصلي نحو: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ﴾ [النمل: 30] أو كسر عارض نحو: ﴿قُلِ ٱللَّهُمَّ﴾ [آل عمران: 26].

قال ابن الجزري في الجزرية:

وَفَخِّـمِ الــلاَّمَ مِــنِ اسْــمِ الـلَّـهِ … عَـنْ فَتْـحِ أوْ ضَــمٍّ كَعَـبْـدُ الـلَّـه

وقال السَّمنَّودي في لآلئ البيان:

وَالـلَّامُ فِي ( اسْمِ اللهِ ) حَيْثُمَا أتَتْ … مِنْ بعْــدِ فَتْحَـةٍ وَضَـمٍّ: غُّلظَـتْ

تنبيه: اللام في غير لفظ الجلالة حكمها الترقيق مطلقاُ عند حفص نحو: ﴿ٱلصَّلَوٰةَ﴾ [البقرة: 3].

3. الراء

القاعدة العامة:

  1. تفخم الراء إذا كانت مفتوحة أو مضمومة سواء أكانت مخففة أو مشددة.
  2. ترقق الراء إذا كانت مكسورة سواء أكانت مخففة أو مشددة.
  3. تفخم الراء الساكنة المتوسطة بأربعة شروط إذا تحقق أي منها:
    • أن يسبق الراء فتحة أو ضمة.
    • أن يسبق الراءكسرة عارضة سواء أكانت هذه الكسرة مع الراء في كلمتها أم كانت منفصلة عنها.
    • أن يسبق الراء كسرة أصلية منفصلة عنها.
    • أن يكون بعد الراء حرف من حروف الاستعلاء بشرط أن يكون غير مكسور وأن يكون مع الراء في كلمتها.
  4. ترقق الراء الساكنة المتوسطة بأربعة شروط ولا بد من اجتماعها كلها في آن واحد، فإن تخلف شرط منها وجب تفخيمها:
    • أن يسبق الراء كسرة.
    • أن تكون هذه الكسرة أصلية.
    • أن تكون الكسرة والراء في كلمة واحدة.
    • أن يسبق الراء حرف من حروف الاستفال.

تفخم الراء إذا كانت:

  1. مفتوحة نحو: ﴿رَبَّنَا﴾ [البقرة: 127] و ﴿ٱلۡبِرَّ﴾ [البقرة: 177] وصلاً.
  2. ساكنة وقبلها مفتوح نحو: ﴿مَرۡيَمَ﴾ [البقرة: 87].
  3. ساكنة للوقف وقبلها ساكن غير الياء، وقبله مفتوح نحـو: ﴿ٱلنَّارَ﴾ [البقرة: 24] و ﴿نَصۡرُ﴾ [البقرة: 214].
  4. مضمومة نحو: ﴿رُزِقُواْ﴾ [البقرة: 25] و ﴿ٱلرُّومُ﴾ [الروم: 2].
  5. ساكنة وقبلها مضموم نحو: ﴿ٱلۡقُرۡءَانُ﴾ [البقرة: 185].
  6. ساكنة للوقف وقبلها ساكن وقبله مضـموم نحو: ﴿ٱلۡغَفُورُ﴾ [يونس: 107] و ﴿خُسۡرٍ﴾ [العصر: 2].
  7. ساكنة وقبلها مكسور وبعدها حرف استعلاء غير مكسور في كلمة واحدة نحو: ﴿قِرۡطَاسٖ﴾ [الأنعام: 7] و ﴿فِرۡقَةٖ﴾ [التوبة: 122].
  8. ساكنة وقبلها كسرة عارضة ملفوظة أو مقدرة نحو: ﴿ٱرۡجِعِيٓ﴾ [الفجر: 28] و ﴿ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ﴾ [النور: 55].

ترقق الراء إذا كانت:

  1. مكسورة نحو: ﴿رِيحٖ﴾ [آل عمران: 117] و ﴿فَرِحِينَ﴾ [آل عمران: 170].
  2. ساكنة للوقف وقبلها مكسور نحو: ﴿لِّيُنذِرَ﴾ [الكهف: 2] و ﴿مُّنتَشِرٞ﴾ [القمر: 7].
  3. ساكنة للوقف وقبلها ياء ساكنة مدية نحو: ﴿بَصِيرٌ﴾ [البقرة: 96] أو لينة نحو: ﴿غَيۡرِ﴾ [الفاتحة: 7].
  4. ساكنة للوقف وقبلها ساكن مستفل وقبله مكسور نحـو: ﴿ٱلشِّعۡرَ﴾ [يس: 69] و ﴿ٱلسِّحۡرُ﴾ [يونس: 81].
  5. ساكنة وقبلها مكسور وليس بعدها حرف استعلاء في كلمة نحو: ﴿فِرۡعَوۡنَ﴾ [البقرة: 49] و ﴿مِرۡيَةٖ﴾ [هود: 17].
  6. ممالة (لم ترد لحفص إلا في كلمة) ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ مَجۡرٜىٰهَا﴾ [هود: 41].
  7. مكسورة وصلاً الموقوف عليها بالروم نحو: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ﴾ [العصر: 1] و ﴿وَٱلۡفَجۡرِ﴾ [الفجر: 1].
  8. ساكنة سكونًا أصليًا في آخر الكلمة بعد كسر نحـو: ﴿فَأَنذِرۡ﴾ [المدثر: 2] أو ساكنة سكونًا أصليًا بعدها حرف استعلاء مفتوح في كلمة أخرى نحو: ﴿فَٱصۡبِرۡ صَبۡرٗا﴾ [المعارج: 5].

تفخم أو ترقق الراء (جواز الوجهين) إذا كانت:

  1. ساكنة وقبلها مكسـور وبعدها حرف استعلاء مكسور في نفس الكلمة، ولم يرد هذا في القرءان إلا في: ﴿فِرۡقٖ﴾ [الشعراء: 63]؛ فيجوز التفخيم أو الترقيق وصلًا ووقفًا بالروم إلا أن الترقيق أولى عملًا بالقاعدة، أما عند الوقـف بالسكون فتفخم وجها واحدًا وذلك لأن مرتبة تفخيم (القاف) ارتفعت بسكونه عند الوقف. وسبب جواز الوجهين أن: من فخم الراء وصلًا اعتبر أن حرف الاستعلاء الذي بعدها منع ترقيقها، أما من رققها وصلًا لم يعتد بحرف الاستعلاء الذي بعدها واعتبر الكسر الذي قبلها موجبًا لترقيقها عملًا بالقاعدة.
  2. ساكنة للوقف وقبلها حرف استعلاء سـاكن قبله مكسور، وجاء ذلك في كلمتين في القرءان الكريم: (مصر) في قوله تعالى: ﴿مِّصۡرَ﴾ [يوسف: 21، 99]، [الزخرف: 51]، ﴿بِمِّصۡرَ﴾ [يونس: 87]، فيجوز التفخيم والترقيق وقفًا إلا أن التفخيم أولى لأن الراء مفخمة وصلاً، (القطر) ولم ترد إلا في قوله تعالى: ﴿ٱلۡقِطۡرِ﴾ [سبأ: 12]، فيجوز التفخيم أو الترقيق وقفًا إلا أن الترقيق أولى لأن الراء مرققة وصلاً. وسبب جواز الوجهين أن: من فخم الراء وقفًا اعتبر حرف الاستعلاء الساكن الذي قبلها حاجز حصين فصل بين الكسرة والراء التي سكنت للوقف فمنع ترقيقها تأثرًا بالكسرة، أما من رققها وقفًا لم يعتد بحرف الاستعلاء الذي قبلها واعتبر الكسر المنفصل عنها بحرف موجبًا لترقيقها عملًا بالقاعدة.
  3. إذا كانت الراء ساكنة للوقف وبعدها ياء محذوفة وذلك في مواضع مخصوصة في القرءان الكريم لا يقاس عليها غيرها وهي: كلمة ﴿وَنُذُرِ﴾ [القمر: 16، 18، 21، 30، 37، 39]، وكلمة ﴿يَسۡرِ﴾ [الفجر: 4] و ﴿فَأَسۡرِ﴾ [هود: 81]، [الحجر: 65]، [الدخان: 23] و ﴿أَسۡرِ﴾ [طه: 77]، [الشعراء: 52]؛ فيجوز التفخيم أو الترقيق وقفًا والأرجح أنها تفخم وجهًا واحدًا عملاً برسم المصحف. وسبب جواز الوجهين أن: من فخم الراء وقفًا لم يعتد بالأصل (راء بعدها ياء) حيث أن الياء محذوفة في رسم المصحف وعمل بالقاعدة الموجبة للتفخيم، أما من رققها اعتد بالأصل (راء بعدها ياء) واعتد بحالتها وصلًا (مرققة لأنها مكسورة) فأجرى الوقف مجرى الوصل.

قال ابن الجزري في الجزرية:

وَرَقِّــــقِ الــــرَّاءَ إِذَا مَــا كُـسِـــرَتْ … كَـذَاكَ بَعْـدَ الْكَسْــرِ حَيْـثُ سَكَـنَـتْ

إِنْ لَمْ تَكُـنْ مِنْ قَبْـلِ حَـرْفِ اسْتِعْـلاَ … أَوْ كَانَـتِ الكَسْـرَةُ لَيْـسَــتْ أَصْــلاَ

وَالْخُلْـــفُ فِـي فِــرْقٍ لِكَسْـرٍ يُوجَـدُ …. وَأَخْـــــفِ تَـكْـــرِيْـرًا إِذَا تُـشَــــدَّدُ

وقال المتولي في فتحِ المُعطي وغُنيةِ المُقْري:

وفـــي إذا يســـــر اختيار الجزري … ترقيقـــــهُ وهكـــــذا ونُـــــــــــذُرِ

ومصــــر فيــــــه اختارَ أن يُفخما … وعكسُــــهُ في القِطرِ عنه فاعْلما

وذلك كلّـــــــــهُ بحـــــــــال وَقْفِنــا … والــروم كالوصـــل على ما بُيّنا

وقال السَّمنَّودي في لآلئ البيان:

والَّـــــــــراُء رقِّقَــتْ: إذِا مَا سَكَنـتَ … مِنْ بعْـــدِ وصْـلِ كسْــــرٍة تَأصَّلَتْ

وَلَم تَكُـنْ مِـــــنْ قَبلِ فَتْـــــحِ اسْتعِلَا … مُتَّصِـــلٍ وَرِقُّ (فِــــــرْقٍ) أعْلَــــى

وَرُقِّقَـتْ: مَكْسُــــــــــوَرةً، وَفُخِّمَـتْ … فِي الْوَقْـفِ وَهْـوَ رَاجِحٌ إذْ كُسِـرَتْ

مَا لـمَ تَكُــــنْ بعْــــــدَ سُكُـونِ يَا وَلَا … كَسْــــــر وَسَاكِــــن اسْتفِالٍ فَصَــلا

وَرِقُّ رَا: (يَسْـرِ) وَ(أَسْــرِ) أَحْـرَى … كَ(القِطْرِ) مَعْ (نُذُرِ) عَكْسُ: مِصْـرَ

الراء المشددة

الراء المشددة حكمها حكم المدغم فيه، لأن الراء المشددة هي عبارة عن راءين: الأولى ساكنة، والثانية متحركة، فحكم المشددة هُو حكم الراء الثانية المتحركة، فإن كانت الراء الثانية مفخمة فحكم الراء المشددة هو التفخيم وإن كانت مرققة فحكم الراء المشددة هو الترقيق.

4. الغنة

تتبع الغنة (وهي صفة وليست حرفًا) من حيث التفخيم والترقيق الحرف الذي بعدها.

  • تفخم: تفخم إذا جاء بعدها حرف مفخم نحو: ﴿عَن طَبَقٖ﴾ [الإنشقاق: 19].
  • تفخم: ترقق إذا جاء بعدها حرف مرقق نحو: ﴿مِن تَحۡتِهَا﴾ [البقرة: 25].

قال السَّمنَّودي في لآلئ البيان:

وتتبع الألفْ … ما قبلها والعكسُ في الغَنّ أُلِفْ

مراتب التفخيم

اختلف العلماء في مراتب تفخيم حروف الاستعلاء على خمسة أقوال:

القول الأول:

أن مراتب التفخيم ثلاثة وهو مذهب المتولّي:

  1. المرتبة الأولى: المفتوح نحو: ﴿قَتَلَ﴾ [النساء: 92]، والساكن الذي بعد فتح نحو: ﴿يَطْبَعُ﴾ [الأعراف: 101].
  2. المرتبة الثانية: المضموم نحو: ﴿مَّنضُودٍ﴾ [هود: 82]، والساكن الذي بعد ضم نحو: ﴿يُقۡتَلُ﴾ [البقرة: 154].
  3. المرتبة الثالثة: المكسور ﴿الْمُبْطِلُونَ﴾ [الأعراف: 173]، والساكن بعد كسر نحو: ﴿إِخۡوَٰنٗا﴾ [آل عمران: 103].

ملاحظة: الساكن في هذا القول يتبع ما قبله، فإن كان بعد فتح فمرتبته مع المفتوح، وإن كان بعد ضمّ فمرتبته مع المضموم، وإن كان بعد كسر فمرتبته مع المكسور.

قال المتولي:

ثمَّ المفخّماتُ عنهــم آتِـيَـــــــــــهْ … على مراتبٍ ثلاثٍ وَهِيــــَــــهْ

مفتوحُهَا ، مضمومُها مكسورُها …وتابِعٌ ما قَبْلَــــهُ ســــــــــاكِنُهَا

فَمَا أتَى من قَبْلِـهِ من حَرَكَـــــــهْ … فافرِضْهُ مُشْكَلاً بتلك الحركهْ

القول الثاني:

أن مراتب التفخيم أربعة وهو مذهب إبراهيم شحاثه السَّمنَّودي :

  1. المرتبة الأولى: المفتوح الذي بعده ألف نحو: ﴿الخَسِرِينَ﴾ [البقرة: 64].
  2. المرتبة الثانية: المفتوح وليس بعده ألف نحو: ﴿قَتَلَ﴾ [النساء: 92]، والساكن الذي بعد فتح نحو: ﴿يَطْبَعُ﴾ [الأعراف: 101].
  3. المرتبة الثالثة: المضموم نحو: ﴿مَّنضُودٍ﴾ [هود: 82]، والساكن الذي بعد ضم نحو: ﴿يُقۡتَلُ﴾ [البقرة: 154].
  4. المرتبة الرابعة: المكسور نحو: ﴿الْمُبْطِلُونَ﴾ [الأعراف: 173]، والساكن بعد كسر نحو: ﴿إِخۡوَٰنٗا﴾ [آل عمران: 103].

ملاحظة: هذا القول هو كالقول الأول إلا أنه جعل المفتوح الذي بعده ألف أعلى مرتبة من المفتوح وليس بعده ألف.

قال إبراهيم شحاته السَّمنَّودي :

أعلاهُ فيـــه كطائفٌ فصَلّــى … فَـقُرْبَـــةٌ فَلاَ تُزِغْ فـظِــــلاَّ

والمتولّي في السكونِ فَصَّلاَ … فمثلُ مفتوحٍ ومضمومٍ تَلاَ

ثمّ سكـــوناً بعدَ كَسْرٍ جَعَلاَ 

القول الثالث:

أن مراتب التفخيم خمسة وهو مذهب ابن الجزري وهو القول الراجح:

  1. المرتبة الأولى: المفتوح الذي بعده ألف نحو: ﴿الخَسِرِينَ﴾ [البقرة: 64].
  2. المرتبة الثانية: المفتوح وليس بعده ألف نحو: ﴿قَتَلَ﴾ [النساء: 92].
  3. المرتبة الثالثة: المضموم نحو: ﴿مَّنضُودٍ﴾ [هود: 82].
  4. المرتبة الرابعة: الساكن نحو: ﴿يَطْبَعُ﴾ [الأعراف: 101].
  5. المرتبة الخامسة: المكسور نحو: ﴿الْمُبْطِلُونَ﴾ [الأعراف: 173].

ملاحظة: هذا القول هو كالقول الثاني إلا أنه جعل الساكن في مرتبة مستقلة.

قال محمد الحمامي في الجواهر الغوالي في علم التجويد:

مراتـــبُ التفخيم خمــسٌ حقِّقتْ … حروفه قظ خُصَّ ضغط جُمِعتْ

فالأول المفتـــــوح بعْــــدَه أَلف … والثاني مفتــــوح وذا بـــلا ألِفْ

كذلك المضمومُ الإسكان ارْتَقَى … مكسـورَه رقِّق سِــوَى ما أطْبقَا

وقال المتولي:

وقيل بل مفتوحها مــــع الألفْ … وبعدهُ المفتوحُ من دون الألِفْ

مضمومها، ساكِنُهاَ مكسورُها … فهـــــذهِ خَمْسٌ أتـــــــاكَ ذِكْرُهَا

القول الرابع:

أن مراتب التفخيم خمسة وهو مذهب عثمان بن سليمان مراد:

  1. المرتبة الأولى: المفتوح الذي بعده ألف نحو: ﴿الخَسِرِينَ﴾ [البقرة: 64].
  2. المرتبة الثانية: المفتوح وليس بعده ألف نحو: ﴿قَتَلَ﴾ [النساء: 92]، والساكن بعد فتح نحو: ﴿يَطْبَعُ﴾ [الأعراف: 101].
  3. المرتبة الثالثة: المضموم نحو: ﴿مَّنضُودٍ﴾ [هود: 82]، والساكن بعد ضم نحو: ﴿يُقۡتَلُ﴾ [البقرة: 154].
  4. المرتبة الرابعة: الساكن بعد كسر نحو: ﴿إِخۡوَٰنٗا﴾ [آل عمران: 103].
  5. المرتبة الخامسة: المكسور نحو: ﴿الْمُبْطِلُونَ﴾ [الأعراف: 173].

قال عثمان بن سليمان مراد:

أشدُّها المفتوح الذي بعدهُ ألفْ … ودونَهُ المفتوح من غير ألفْ

مضمومها وساكنٌ عن كَسْــرِ … مكســورُها فَخَمْسَـةٌ بالحصْرِ

وساكــنٌ عن فتحـةٍ كفتحــــةِ … وساكــنٌ عن ضمّةٍ كضمّـــةِ

القول الخامس:

أن مراتب التفخيم ستة وهو مذهب محمود علي بسة:

  1. المرتبة الأولى: المفتوح الذي بعده ألف نحو: ﴿الخَسِرِينَ﴾ [البقرة: 64].
  2. المرتبة الثانية: المفتوح وليس بعده ألف نحو: ﴿قَتَلَ﴾ [النساء: 92]،
  3. المرتبة الثالثة: المضموم نحو: ﴿مَّنضُودٍ﴾ [هود: 82]،
  4. المرتبة الرابعة: الساكن الذي قبله فتح نحو: ﴿يَطْبَعُ﴾ [الأعراف: 101] أو ضمّ نحو: ﴿يُقۡتَلُ﴾ [البقرة: 154].
  5. المرتبة الخامسة: الساكن الذي قبله كسر إن كان مطبَقاً أو قافاً نحو: ﴿ٱقۡرَأۡ﴾ [العلق: 1].
  6. المرتبة السادسة: المكسور مطلقاً نحو: ﴿الْمُبْطِلُونَ﴾ [الأعراف: 173]، والغين والخاء المسبوقتان بكسرٍ نحو: ﴿إِخۡوَٰنٗا﴾ [آل عمران: 103] أو ياء نحو: ﴿شَيۡخٞ﴾ [القصص: 23].

تنبيه: مراتب التفخيم تقتصر على ما يفخم في جميع الأحوال (حروف الاستعلاء)، أما ما يفخم تارة ويرقق تارة (الراء والألف واللام في لفظ الجلالة والغنة) فليس لها مراتب للتفخيم.

المتفق عليه في مراتب التفخيم:

اتفق العلماء على أن المفتوح أقوى من المضموم، والمضموم أقوى من المكسور؛ وسبب ذلك أنّ في:

  • المفتوح ينفتح الفمّ فيخرُجُ الصوت من منفذٍ واسع.
  • المضموم تُضمّ الشفتين فيخرُجُ الصوت من منفذٍ ضيّق لذا كان المضموم دون المفتوح في القوّة.
  • المكسور ينخفض الفكّ السفلي إلى الأسفل فينخفض الصوت معه لذا كان في أدنى المراتب.

فائدة: الخلاف في مراتب التفخيم دائر حول المفتوح والساكن.

التفخيم النسبي:

تفخم القاف، والغين، والخاء تفخيمًا أقل نسبياً من باقي حروف الاستعلاء المطبقة إذا كانت هذه الحروف:

  1. مكسورة نحو: ﴿ٱلۡمُسۡتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: 6].
  2. ساكنة بعد مكسور بكسر أصلى وبعدها حرف مستعل نحو: ﴿تُزِغۡ قُلُوبَنَا﴾ [آل عمران: 8] و ﴿إِخۡوَٰنٗا﴾ [آل عمران: 103]، أو مستفل نحو: ﴿أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا﴾ [الأعراف: 126]  و  ﴿وَلَٰكِنِ ٱخۡتَلَفُواْ﴾ [البقرة: 253]، أو كسر عارض نحو: ﴿ٱغۡتَرَفَ﴾ [البقرة: 249]. 
  3. ساكنة للوقف وقبلها ياء ساكنة نحو: ﴿زَيۡغٞ [آل عمران: 7] و ﴿شَيۡخٞ [القصص: 23].

 

تنبيه: إذا جاء حرف مفخم بعد الخـاء الساكنة التي قبلها مكسور نحو: ﴿بِإِخۡرَاجِ [التوبة: 13] ارتفع تفخيمها.

قال المتولي:

وخاء إخراج بتفخيم أتت … من أجل راء بعدها إذ فخمت